الحديث بهذا اللفظ غير صحيح، وهو دائر بين الضعف والوضع، وعلى الوعاظ أن يستوثقوا من صحة الأحاديث التي يتحدثون بها، وقد اعتنى جماعة من المحدثين بالسنن فبينوا صحيحها وضعيفها فليرجع إليهم فهم أصحاب هذا الشأن، والذي صح من ذلك ما رواه النسائي وغيره- بسند صحيح- أن رجلا أراد الجهاد، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم: هل لك أم ؟ قال : نعم ، قال : فالزمها ؛ فإن الجنة تحت رجليها ، والمعنى : أنك إذا كنت تريد الجنة فطريقك إليها أن تلزم طاعتها، وبرها، ورعايتها فهذا خير لك من الجهاد إذا كان فرض كفاية.

وينبغي أن يعلم أن حق الوالدين ثابت ومقرر، وهو من أوكد الحقوق سواء أصح الحديث أم لم يصح، فيكفي ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :- (عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال “رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف” قيل: من؟ يا رسول الله! قال “من أدرك أبويه عند الكبر، أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة”.)

يقول الشيخ محمد صالح المنجد:-
حديث ” الجنة تحت أقدام الأمهات ” غير صحيح بهذا اللفظ .
وقد ورد من حديث ابن عباس، وحديث أنس .
أما حديث ابن عباس : فقد رواه ابن عدي في ” الكامل ” ، وقال : هذا حديث منكر .
وأما حديث أنس : فقد رواه الخطيب البغدادي ، وهو ضعيف .
قال الإمام العجلوني في كشف الخفاء :
وفي الباب أيضاً ما أخرجه الخطيب في ” جامعه ” والقضاعي في مسنده عن أنس رضي الله عنه رفعه ” الجنة تحت أقدام الأمهات ” ، وفيه : منصور بن المهاجر ، وأبو النضر الأبار ، لا يعرفان .
وذكره الخطيب أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وضعَّفه .

وقال الشيخ الألباني عن حديث ابن عباس إنه موضوع .
وقال :-ويغني عنه : حديث معاوية بن جاهمة أنه جاء النبي صلى الله عليه وسلم قال : يا رسول الله أردتُ أن أغزو ، وقد جئت أستشيرك فقال : هل لك أم ؟ قال : نعم ، قال : فالزمها ؛ فإن الجنة تحت رجليها .
رواه النسائي ،وغيره كالطبراني ، وسنده حسن إن شاء الله ، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي ، وأقره المنذري.