الواقع الذي نحياه فعلا مرير وأليم، لكن الثقة في نصر الله لعباده المؤمنين العاملين لن تتغير أو تهتز، والمبشرات بانتصار الإسلام كثيرة، والمهم أن نعد العدة ونأخذ بالأسباب ونخلص النية وسيكون النصر قريبا إن شاء الله .
يقول فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد :ـ
أولا:لا يأس من روح الله؛ لأن المسلم يعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الأيام يداولها الله بين الناس، وصدق الله حين علَّمنا، فقال سبحانه على لسان يعقوب عليه السلام قال تعالى: “يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فتَحَسَّسُوا من يوسف وأخيه، ولا تَيْئَسوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ روحِ اللهِ إِلا الْقَوْمُ الكَافِرُون” يوسف : 87 ، وقال تعالى: “حتى إذا اسْتَيْئسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُم نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاء ولا يُرَدُّ بَأْسُنَا عن الْقَوْمِ المُجْرِمِين” يوسف : 110 .
وقد حدّد لنا النبي ﷺ المخرج والطريق حين قال: “ألا إنها ستكون فتنة، قلنا: وما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله تعالى، فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم”.. فنحن ينبغي لنا أن نلجأ إلى كتاب الله وسنة رسوله ﷺ فنعلم الناس دينهم، وحينئذ يتبدد اليأس ويكون الأمل عظيمًا في مستقبل أمة الإسلام إن شاء الله.
وقد بشَّرنا الله سبحانه وتعالى بأن لليهود كرة علينا يعلون فيها في الأرض علوًّا كبيرًا ويُفْسِدون فيها فسادًا عظيمًا، ولكن الله سبحانه وتعالى يرسل عليهم عبادًا من المؤمنين لتسوء وجوه اليهود، وليدخل المؤمنون المسجد الأقصى كما دخلوه أول مرة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو وعد حق وآتٍ لا محالة إن شاء الله.
أما البشرى الثانية : فهي قول النبي ﷺ ما معناه: “لا تقوم الساعة حتى تقاتل أمتي اليهود، فيختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فينادي الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله، ورائي يهودي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه شجر اليهود”.. وهذا الحديث الشريف حديث صحيح مروي عن النبي ﷺ، رواه عدد من الصحابة رضي الله عنهم، وهو يحمل لنا أكبر بشرى، لكن بشرط واحد وهو أن نكون مسلمين حقًّا وصدقًا، وأن نكون عبيدًا لله سبحانه وتعالى خاشعين له، وهذا خير الدنيا والآخرة؛ فينبغي أن نسارع إليه حتى يتحقق النصر الموعود، وحتى يتنزّل علينا مدد الله، “ومَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ الله”