ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز البيوت ونعمة السكن فيها والاطمئنان إليها والشعور بالراحة والسعادة عند المجيء إليها فقال الله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا ﴾ [النحل].

وديننا الحنيف يريد أن تكون البيوت المسلمة آمنة مطمئنة مستقرة بعيدة عن الزوابع والمشاكل، سليمة من الفتن، طاهرة من الأغلال والأحقاد والحساسيات.

ولكن الناس بعضهم لبعض فتنة ومحنة كما قال الله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً ﴾ فمن المتوقع أن تحدث المشاكل داخل البيت الواحد وتثور الاختلافات بين أفراد الأسرة الواحدة وتقوم النزاعات بين الزوج وزوجته فضلاً عن المشاكل المتوقعة بين الزوجة والأخت أو الأخوات وقد قال النبي : ” مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ”.

هل عدم زيارة الزوجة لأخت الزوج قطيعة رحم؟

ليس من قطيعة الرحم عدم زيارة الزوجة أخت الزوج، ولكن يجب عليه هو زيارة أخته حتى ولو كانت زوجته رافضة للزيارته لها.

كما يجب على الأخ زيارة أخته وعدم مقاطعتها لو حدثت مشاكل بين أخته وزوجته، ويمكن زيارة الأخ لأخته ولو مرة كل شهر لكي ترجع الأمور لطبيعتها .كما يجب عليه أن يحسن لوالديه ويكثر من زيارتهما.

ويجب أن يعلم المسلم أن موضوع قطيعة الرحم من الكبائر فلا يقصر فيه مطلقا، وإن حاولت أخته صده أو رده فهو يقوم بواجبه، وإن وجد صدودا فلا يقلق فقد جاء للنبي من يخبره بأن لهم أبناء عمومة كلما وصلهم قطعوه فهل يقطعهم فقال له النبي “لا فكأنما تسفهم المل” والمعنى أنك أيها المسلم تؤدي ما عليك وتحرجهم كأنما يأكلون التراب من حرجهم منك.

واجب الزوج تجاه المشاكل بين زوجته وأخواته؟

-إن الواجب على الزوج عند وقوع الاختلاف وحصول المشاكل بين زوجته وأخواته الآتي:
-أن يكون عاقلاً منصفاً.
-أن يقف في طريق الحق والعدل.
-أن يكون موجهاً التوجيه الصحيح المنضبط.
-أن يكون معتدلاً في أقواله وتصرفاته مجتنباً المجاملة لأحد الطرفين.
-أن يكون بعيداً كل البعد عن الظلم أو الجنوح مع إحداهن ضد الأخرى.

-أن يكون حذراً كل الحذر من مغبة خسارة أحد الطرفين أو شعور طرف بميوله نحو الطرف الآخر.

– أن يهتم الزوج بزوجته ولا يغفل حقوقها.

فإذا شعرت الأخت بأنه وقف مع زوجته فقدت ثقتها به وتغيّر شعورها نحوه.

وإذا مال إلى أخته ضد زوجته ضر زوجته وأوقد نار الفتنة بينه وبينها وخرب بيته بيده وربما أوصلت هذه المشاكل إلى ما لا تحمد عقباه.

ومن الخطأ القاتل الذي يقع فيه معظم الأزواج هو التسرع والتهور في الحكم المباشر والجنوح العاجل الذي يحدث لديه لأحد الطرفين والذي يكون غالباً مع زوجته ضد أخواته أو في بعض الأحيان مع أخواته ضد زوجته وفي النهاية يكون سبباً للفتنة وعاملاً من عوامل المشكلة ويحسب على أنه جزء من المشكلة وليس جزء من الحل.

-قد تكذب الزوجة على زوجها وتقوم بشحنه ضد أخواته وتحاول أن تهييج بينه وبينهن وتشعل نيران الخلاف والتشاجر معهن وتتعمد توتير العلاقات بينه وبين أخواته، ولكن على الزوج أن يكون لبقاً فطناً لا يُصدق كل ما يقال ولا يستسلم لكل ما يُطرح وإنما يجب عليه قبل هذا أن يتحرى الوقائع وينظر في الكلام ويتلمس الحقائق بنفسه دون أن يحسس الزوجة بتكذيبه لها أو شكه في معلوماتها أو توقع بمبالغتها.

-وقد تكذب الأخت على أخيها وتقوم بشحنه ضد زوجته وتبالغ في الحديث بالسوء عنها بل ربما تصل في الجرأة والحدة عند بعضهن أن تتكلم في عرضها والحديث عن شرفها وإيصال رسالة خفية إلى أخيها بأنها كذا وكذا لتلهب مشاعره على زوجته وتوغر صدره ضدها ليقوم بطلاقها أو التعامل بالقسوة معها.

وهنا على الزوج أن يتحمل الأذى من الطرفين ويحاول قدر الامكان معالجة الاختلاف وتقريب وجهات النظر بناء على مبدأ أترضاه لأختك، أترضاه لزوجتك، أترضاه لأمك؟ حتى لا تزيد المشاكل وتتفاقم الأمور. ولابد من أن يدعوا الله عز وجل أن يعينه على البر بوالديه وصلة الرحم بأخواته وإخوانه والإحسان إلى زوجته، فلو كان معتدلا في التعامل داعيا لله عز وجل بصدق سيوفقه الله لما فيه الخير وقد يحتاج الأمر إلى صبر.

كيف يصلح الزوج بين زوجته وأخته؟

1- يجب على الزوج توطيد العلاقة بين زوجته وأخته وإزالة نقاط الخلاف بينهما.
2- إقناع كل واحدة منهن بمهامها وعدم تدخلها في مهام الأخرى.
3- على الزوج أن يعلم أخته بشكل ودي إذا كان هناك شيء مخل من الزوجة أو أمر يحتاج إلى تنبيه أن تتواصل معه مباشرة – أي مع الزوج نفسه – ولا تقوم بإملاء هذه النصائح على زوجته فإنها ستتحسس قطعاً.
4-يقوم الزوج بطريقة غير مباشرة بإقناع زوجته بأن أخواته هن منه وهو منهن عاش معهن وتربى عندهن ولهذا فإنهن يشعرن في أنفسهن أنه أخ لهن وفي قلوبهن غيرة عليه وحب طبيعي له.
5-أن يُقنع أخواته بشكل غير مباشر أيضاً أنه أصبح بعد زواجه شخصاً غير الشخص الذي قبل الزواج فخدمتهن له في أيام العزوبية جهد مشكور يشكرن عليه، ولكنه انتهى منذ زواجه وسلمت هذه المهام النبيلة منهن وأوكلت إلى الزوجة، ولهذا فلا داعي للتدخل بينه وبينها ولا حاجة لتكرار بعض العبارات منهن لها مثل أنه لا يحب كذا ولا يأكل هذا ولا يشرب ذاك فهي في النهاية ستعرفه ويعرفها.
6-وعلى الزوج أن لا يتدخل في كل صغيرة وكبيرة بينهن؛ فإن النساء خلقن من ضلع أعوج كما أخبر النبي وعالمهن عالم شائك وكيدهن كيد عظيم كما قال الله ﴿ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ﴾.

كما أن على الزوجة الآتي:
1-
على الزوجة ألا تتدخل في أمور هي أقرب إلى المهام الموكلة للأخت كأن تقوم الزوجة مثلاً بالمبالغة في خدمة والد الزوج أو والدته أو خدمة البيت في التنظيف والطبخ وغيرها في ظل وجود الأخوات لأن هذا سيجعلهن يشعرن بنوع من التقصير لديهن في حق والديهن وبيتهن.
2-بعض الزوجات ربما تتعدى فتقوم بمنع زوجها من زيارة أهله وصلة أرحامه فتشعر الأخوات أن هذه الزوجة تريد أن تكون سبباً للفتنة بينهم وتفريق صفهم وشق عصاهم.