إذا كان المقصود بالتنويم المغناطيسي ما يفعله السحرة والمشعوذون فهذا حرام لأنه قائم على الاستعانة بالجن، وهذه الاستعانة حرام.
أما إذا كان المقصود بالتنويم المغناطيسي العلاج الاعتماد على نظريات الإيحاء والتأثر التي تساعد الإنسان على النوم ويتم علاجه وهو لا يحس كالبنج فلا بأس.
أنواع التنويم المغناطيسي:
يقول د. خالد بن عبد الله القاسم عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود :
ما يسمى بالتنويم المغناطيسي يطلق على ثلاثة أضرب:
الضرب الأول : وهو الشائع المنتشر ويفعله السحرة باستخدام الجن، وهذا النوع محرم؛ لأن إتيان السحرة حرام، والساحر كافر بنص القرآن الكريم ” وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر [البقرة : 102]. حيث لا يمكّن الجن الساحر من السحر إلا بعد أن يشرك بالله – تعالى -، ومن ذلك الذبح لغير الله، أو إهانة المصحف الشريف، أو الاستهزاء بآيات الله -تعالى- ، أو السجود للشياطين، وغير ذلك من الكفر البواح .
ولا يتصور من هذا الساحر الكافر أن يدل على الفضائل، أو يخلص أحداً من الصفات الذميمة، إذ أن السحر ضار غير نافع كما قال – سبحانه -:” ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم [البقرة : 102] وقال – سبحانه -: ” ولا يفلح الساحر حيث أتى ” [طه :69]
والسحر من السبع الموبقات التي حذر منها النبي – ﷺ – في الحديث الصحيح، وهو أشد من الزنى وشرب الخمر.
وإني أنصح كل مسلم بتجنب السحرة والمشعوذين والكهنة والعرافين، وقد قال – عليه الصلاة والسلام -: ” من أتى كاهناً أو عرَّافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ” أخرجه الإمام أحمد في المسند وقال – عليه الصلاة والسلام -: ” من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ” أخرجه مسلم في صحيحه.
الضرب الثاني: نوع من الدجل والاتفاق مع بعض الحاضرين لا سيما في أماكن الجمهور لأكل أموال الناس بالباطل ولفت الانتباه.
الضرب الثالث: طب نفسي وهو عن طريق الإيحاء والتأثير على المريض وتطويعه إلى ما يراد له، وهذا ما يسأل عنه السائل، وهو علم صحيح ولكنه محدود التأثير.
والمغيّر فعلاً لتلك الصفات السيئة والمنشئ للصفات الحميدة هو الإيمان بالله – تعالى -، والعمل الصالح، ودعاء الله – عز وجل -، والالتجاء إليه، وهو مسبب الأسباب، وهو قريب من عباده ” وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان [البقرة : 186].
وكما هو معلوم أن من أكبر أسباب الهداية والفلاح والتخلص من الأخلاق الذميمة قوة العزيمة، ومجاهدة النفس، والصبر، وغير ذلك من الأسباب الشرعية المعلومة. أهـ
التداوي والأخذ بالأسباب:
يقول د سالم أحمد سلامة ـ أستاذ الشريعة فلسطين:
يقول رسول الله ﷺ: “إن الله ما أنزل داء إلا وأنزل له دواء ألا فتداووا. فعلينا أن نبحث عن الدواء عند المهرة من الأطباء.
وكل علاج سواء كان ماديا أو معنويا لم يورد الشارع الحكيم فيه نصا للحرمة أو التحريم؛ فالأمر فيه على الحِلّ، فهذا التنويم المغناطيسي إن كانت تستعمل فيه بعض الأدوات الكهربائية فتساعد الإنسان على النوم، ويتم علاجه وهو لا يحس كالبنج، فلا بأس به.
أما إن كان يستعمل خزعبلات كالذين يستدعون الجن ومردتهم ويوهمون الناس بسحرهم أنهم ينومونهم مغناطيسيا؛ فهؤلاء ينطبق عليهم تحريم الذهاب إلى السحرة وإلى الكهان؛ لأن من ذهب إليهم فسألهم وصدقهم فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ، وليسأل أهل الخبرة في ذلك المجال من الأطباء المسلمين المهرة العدول.