يقول الشيخ ابن العثيمين عليه رحمة الله هذه المسألة محل خلاف بين أهل العلم ، والصحيح أن الأذان أفضل من الإمامة ، لورود الأحاديث الدالة على فضله ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم : ” لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا . وكقوله صلى الله عليه وسلم : ” المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة ” .

فإن قال قائل :الإمامة ربطت بأوصاف شرعية مثل ” يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله ” ومعلوم أن الأقرأ أفضل ، فقرنها بأقرأ يدل على أفضليتها ؟

والجواب : أننا لا نقول لا أفضلية في الإمامة بل الإمامة ولاية شرعية ذات فضل ، ولكننا نقول: إن الأذان أفضل من الإمامة لما فيه من إعلان ذكر الله تعالى وتنبيه الناس على سبيل العموم ، ولأن الأذان أشق من الإمامة ، وإنما لم يؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون ؛ لأنهم اشتغلوا بأهم من المهم ، لأن الإمام يتعلق به جميع الناس فلو تفرغ لمراقبة الوقت لانشغل عن مهمات المسلمين .