معلوم أن كل ما يغيب العقل ويسكره فهو حرام، ويعاقب على سكره، ويجب أن يعامل متعاطي المخدرات كمريض ويجب مساعدته على الشفاء، والأخذ بيده للوصول للشفاء التام، ولا يعطى كل ما يريد من أموال لينفقها في التعاطي، وعلى الزوجة أن تقف مع زوجها التائب حتى يبرأ.

يقول فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد:

ننصحك أيها المسلم أن تقف بجانب قريبك في توبته ومحاولته التخلص من إدمان المخدرات ، وأن لا تتركه للذئاب البشرية التي تدمر كيانه وتحطم أركانه ، فهو أحوج ما يكون إليك الآن .

ولا بدَّ من أن تستعين بالمراكز الطبيَّة المتخصصة في معالجة الإدمان ، ولن يؤثر ذلك عليه ، بل سيعينه على التخلص مما هو فيه من بلاء وشر .

فينبغي أن لا تتردد في هذا ، وأن تسارع للاتصال بالمختصين في معالجة هذه القضايا ، مع تذكيرك الدائم له بتقوى الله والخوف منه ، وتذكيره بالموت ولقاء الله تعالى ، مع ترغيبه بترك ما هو عليه ، وإعطائه الأمل بالشفاء وقبول توبته من ربه تبارك وتعالى .

ولا شك أن المدمن في بلاء عظيم ، ونسأل الله أن يعينك على هذا البلاء ، وننصحك بالرفق في التعامل مع قريبك ونصحه ، لأنه مثل باقي المرضى الذين يحتاجون إلى مراعاة لأحوالهم ، سواء كانوا من مرضى القلب أو مرضى الجسد .

ويجب بذل كل طريقة لمنعه من تعاطيها ومنعه من لقاء أصدقاء السوء الذين يعطونها له أو يبيعونه إياها ويعينونه على الفساد .

و لا ينبغي تلبية ما يريد مما تستطيعون منعه منه ، حتى ينزجر عن فعله .

وننصح باستشارة طبيب مختص لإعطائه علاجاً مناسباً إلى أن يتعافى ويترك ما هو فيه.

وإن كان له أولاد أو بنات صغار أو أشقاء ، فننصح أن تكون هناك موعظة إضافية وإنكار منهم ، فلعله أن يرعوي خجلا من حاله أمام أولاده أو أشقائه .

ويمكن لكم أن تصفوا له وبشهادة الشّهود حالته أثناء سُكره وغياب عقله ، ليرى بعد عودة وعيه أي ذنب اقترفته يداه .

ولا تغفلوا عن دعاء الله تبارك وتعالى أن يخلصه مما هو فيه ، واحرصوا على الدعاء في ثلث الليل الأخير فلعل الله تعالى أن يفرج عنكم .أ.هـ