التسمية عند الوضوء مستحبة ، وليست واجبة عند جمهور أهل العلم وهو الراجح، وقد اتفق العلماء على جواز التسمية بالقلب ، ولكنهم اختلفوا في جواز التسمية باللسان داخل الحمام فمنهم من منعها ، ومنهم من أجازها ، ولكن الراجح أنه يجزئه أن يسمي في نفسه،لأن التسمية قبل الوضوء ليست من الواجبات فيمكن ذكر الله في القلب.

يقول الشيخ محمد صالح المنجد :
الذكر ذِكران : ذكر باللسان مثل قراءة القرآن والأذكار والأدعية التي رغَّب الشرع بفعلها ، وذِكر بالقلب، وذلك بالتفكر الله تعالى وعظمته وقدرته ، والتفكر في مخلوقاته سبحانه وتعالى ، أو تمرير القرآن على القلب ، وهذا ليس له أجر قراءة القرآن على هذا التمرير لأن الأجر معلق على القراءة ، وهي لا تكون إلا باللسان ، ومثله : الأدعية ، ويشترط فيها أن تكون باللسان ولا يكفي فيها تمريرها على القلب .

وقد فرَّق العلماء بين الذكرين ، فقالوا : يكره أن يذكر الله تعالى في الحمام بلسانه تعظيماً لله أن يذكر في هذا المكان ، وأما الذكر بالقلب فقالوا : لا يكره، ولا بأس به .
ويدل على الفرق بين الذكرين أن العلماء اتفقوا على أن الجنب يجوز له أن يمر القرآن على قلبه ، أما لو قرأه بلسانه وتلفظ به فهو حرام .
وقال الإمام النووي من فقهاء الشافعية :
اتفقوا على أن الجنب لو تدبر القرآن بقلبه من غير حركة لسانه لا يكون قارئا مرتكبا لقراءة الجنب المحرمة . ” شرح النووي على صحيح مسلم ” ( 4 / 103 ) .
قال ابن المنذر في الأوسط :
وقال عكرمة : لا يذكر الله وهو على الخلاء بلسانه ولكن بقلبه .
” الأوسط ” ( 1 / 341 ) .

وقالت اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء ( السعودية ) :
من آداب الإسلام أن يذكر الإنسان ربه حينما يريد أن يدخل بيت الخلاء أو الحمَّام ، بأن يقول قبل الدخول : ” اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ” ، ولا يذكر الله بعد دخوله ، بل يسكت عن ذكره بمجرد الدخول .

وقال الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي المملكة العربية السعودية ـ رحمه الله :
الذِّكر بالقلب مشروع في كل زمان ومكان ، في الحمَّام وغيره ، وإنما المكروه في الحمَّام ونحوه : ذكر الله باللسان تعظيماً لله سبحانه إلا التسمية عند الوضوء فإنه يأتي بها إذا لم يتيسر الوضوء خارج الحمَّام ؛ لأنها واجبة عند بعض أهل العلم ، وسنة مؤكدة عند الجمهور .
أهـ

ويقول الشيخ محمد صالح بن عثيمين من علماء المملكة العربية السعودية ـ رحمه الله:
لا ينبغي للإنسان أن يذكر ربّه ـ عز وجل ـ في داخل الحمام ، لأن المكان غير لائق لذلك ، وإن ذكره بقلبه فلا حرج عليه بدون أن يتلفّظ بلسانه. و التسمية إذا كان الإنسان في الحمام تكون بقلبه ،ولا ينطق بها بلسانه ، وإذا كان كذلك فاعمل بهذا على أن القول الراجح أن التَّسمية ليست من الواجبات بل هي من المستحبَّات.