البدعة ضد السنة؛ لأن السنة هي السير على فعل رسول الله وقول رسول الله، وعمل رسول الله، وتقرير رسول الله ﷺ، وبذلك فهي خاصة بأمور العبادة والدين، وأما ما يستجد من مبتكرات الإنسان في الحياة فإنما هو في دائرة البحث المنتج الذي يضمن للمسلمين التمكين في الأرض.
أما العبادات فشأنها ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، صلوا كما رأيتموني أصلي، هكذا قال الرسول ﷺ، وقال “خذوا عني مناسككم”.
وبالتالي فعملية عد التسبيحات أو التحميدات أو التكبيرات أو التهليلات، عملية العد ذاتها ليست هي العبادة، وليست هي الذكر، فإذا عددت على أصابعك فمقبول، بل هو أولى؛ لأن العمل بالأصابع يؤجر الإنسان عليه وربما كان سببًا في عتقها من النيران، وإذا عددت على المسبحة من غير قصد إلى رياء أو سمعة أو ظهور بمظهر الناسك الذي يريد أن يسمع الناس بحاله؛ فلا شيء فيه، وليس داخلاً في البدعة.
والحقيقة البدعة هي البدعة، وهي الخروج على ما ورد عن رسول الله ﷺ، هي المخالفة لقول سيدنا أبي بكر رضي الله عنه “إنما أنا متبع ولست بمتبع”، ونميل إلى أن البدعة بدعة فليست هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة، فضلاً عن أن تكون هناك بدعة مندوبة؛ لأن مندوبة بمعنى سنة، وكلمة البدعة تخالف السنة، وكذلك مستحبة، وكذلك مكروهة، فهذه صفات ليست لموصوف.
والموصوف إما أن يكون بدعة ليست في حاجة إلى وصف بالمندوب والمستحب والمكروه، وإما أن يكون لا بدعة فيكون سنة عليها يؤجر العبد ويثاب.