يقول فضيلة الشيخ محمد رشيد رضا-رحمه الله-:
اختلف العلماء في التداوي بالخمر ، فمنعه بعضهم مطلقًا ، وأجازه بعضهم بشرط أن لا يقوم مقام الخمر غيرها في ذلك ، ومَن عرف حكمة تحريم الخمر وأسبابه ( علم أن ) التداوي الحقيقي لا يتحقق فيه التحريم ؛ لأنه لا يسكر ولا يضر ، ولا يكون سببًا للعداوة والبغضاء ، ولا يصد عن ذكر الله ، ولا عن الصلاة ؛ ولكن المؤمن المتقي يبعد عن المحرم بقدر الاستطاعة لئلا يأنس به ، وكم من متدين سولت له نفسه شرب الخمر بحجة التداوي مكابرة لشعورها الخفي بالشهوة ، ولم يكن هناك حاجة حقيقية إلى التداوي بالخمر إلا أن تكون كلمة يرمي بها فساق الأطباء : اشرب كذا لأجل تقوية المعدة ، فيشرب المغرور فينتعش فيعتاد فيدمن فيكون من الفاسقين ، ويضيع الدنيا والدين !