جاء لعن الله سبحانه وتعالى على المشركين لتحريم ما لم يحرمه والتقرب إليه بما لم يشرعه فلا يجوز تحريم الحلال أو تحليل الحرام بلا نص شرعي، فقد حذر الله سبحانه التشريع بلا علم منهم، فقال تعالى: ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب: هـذا حلال وهـذا حرام لتفتروا على الله الكذب، إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون. متاع قليل ولهم عذاب أليم }..
يقول صاحب الظلال عن هذه الآية الكريمة:
لا تقولوا للكذب الذي تصفه ألسنتكم وتحكيه: هذا حلال وهذا حرام. فهذا حلال وهذا حرام حين تقولونها بلا نص هي الكذب عينه، الذي تفترونه على الله. والذين يفترون على الله الكذب ليس لهم إلا المتاع القليل في الدنيا ومن ورائه العذاب الأليم، والخيبة والخسران..
ثم يجرؤ ناس بعد ذلك على التشريع بغير إذن من الله، وبغير نص في شريعته يقوم عليه ما يشرعونه من القوانين، وينتظرون أن يكون لهم فلاح في هذه الأرض أو عند الله. أهـ
وقال الطاهر بن عاشور:
والآية تحذّر المسلمين من أن يتقوّلوا على الله ما لم يقله بنصّ صريح. أهـ
وفي تفسير تيسير التفسير للقطان:
ولا تحللوا ان تحرموا كذباً وزورا دون استناد الى دليل، لتفتروا الكذب على الله. ثم اوعد المفترين وهددهم اشد التهديد فقال:{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ }.إن الذين يختلقون الكذب على الله من عند انفسهم لا يفوزون بخير ولا فلاح.أهـ
وقد قال تعالى: (قُلْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ فِي ٱلدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ ٱلْعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ)
فيحرم القول على الله بغير علم ولكننا لم نسمع قاعدة فقهية نصها: “من حرم دون نص قطعي صريح الدلالة فقد تأله”.