يقول فضيلة الدكتور حسام عفانه -أستاذ الفقه وأصوله بجامعة القدس بفلسطين:

الأصل في المسلم أن لا يمد يده للناس ولا يطلب أية مساعدات إلا إذا كان محتاجا لذلك فعلا. وأما إذا أخذ وهو غير محتاج فقد أهدر كرامته وهذا ينطبق عليه ما ينطبق على من يسأل الناس وهو ليس بحاجة.
وقد جاء في الحديث عن النبي أنه قال: “يا قَبيصةُ، إنَّ المَسألةَ لا تَحِلُّ إلَّا لأحَدِ ثلاثةٍ: رجُلٍ تَحَمَّلَ حَمَالةً فحَلَّتْ له المَسألةُ، فسألَ حتى يُصيبَها، أو يُمسِكَ، ورجُلٍ أصابَتْه جائحةٌ فاجتاحَتْ مالَه، فحَلَّتْ له المَسألةُ، فسألَ حتى يُصيبَ قِوامًا مِن عَيشٍ، أو قال: سِدادًا مِن عَيشٍ، ورجُلٍ أصابَتْه فاقةٌ حتى يقولَ ثلاثةٌ مِن ذَوي الحِجا مِن قَومِه: لقد أصابَتْ فُلانًا الفاقةُ، فقد حَلَّتْ له المَسألةُ، فسألَ حتى يُصيبَ قِوامًا أو سِدادًا مِن عَيشٍ، ثمَّ يُمسِكَ، وما سِواهنَّ مِن المَسألةِ يا قَبيصةُ سُحتٌ، يأكُلُها صاحِبُها سُحتًا”.مسلم

وجاء في حديث آخر أن النبي قال: “لا تَزالُ المسأَلةُ بأحدِكُم حتَّى يَلقى اللَّهَ وليسَت في وجهِهِ مُزعةُ لَحمٍ”.البخاري

وجاء في حديث آخر من قول النبي : “لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة من الحطب فيبيعها فيكف بها وجهه خير من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه”.

وبهذا يظهر لنا أنه ينبغي للمسلم أن لا يمد يده للآخرين إلا إذا كان بحاجة، فإذا كان بحاجة وأخذ من هذه الأموال فلا بأس في ذلك. فقد ورد في حديث للنبي عليه الصلاة والسلام أنه يجوز للرجل أن يسأل السلطان “الحاكم” ما لابد له منه. انتهى.

وبناء على ما سبق فيجوز الحصول على المعونة المادية لمن كان في حاجة إليها أما التحايل للحصول على هذه المعونات من غير حاجة، فهذا سحت وأكل لأموال الناس بالباطل، وتزداد الحرمة لأن المال ملك لجميع المسلمين، وعلى الآخذ أن يتعفف عن المسألة وألا يمد يده إلا إذا كان مضطرا للأخذ من هذا المال، وأن نضع نصب أعيننا قول الرسول الكريم – “مَن تَكفَّلَ لي أنْ لا يسأَلَ الناسَ شيئًا، وأتكفَّلُ له بالجَنَّةِ؟ ” فقُلتُ: أنا(ثوبان مولى رسول الله)، فكان لا يسأَلُ أحدًا شيئًا” وقوله “من يستعف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد من عطاء أوسع من الصبر” فما أحوجنا أن نربي أنفسنا على علو الهمة وعزة النفس .