التبرك بالأماكن والحجارة والاستشفاء بزيارة القبور من البدع المنكرة التي لا أصل لها في الإسلام ، فهذه الأشياء لا تجلب نفعا ولا ضرا ،فالأقدار بيد الله تعالى ، وعلى الإنسان أن يأخذ بالأسباب .
حكم التبرك بالحجارة ورد شبهة تقبيل الحجر لأسود:
يقول الدكتور يوسف القرضاوي :
ما أضاع المسلمين إلا الإفراط والتفريط.فبعضهم يسرف في الاعتقاد حتى يؤمن بالخرافة، ويتبرك بالأحجار والآثار التي لم يشرعها دين، ولم يأذن بها الله وآخر يُقتِّر في الاعتقاد حتى يثير الشبهات حول الحجر الأسود نفسه، غير أن الحق بين الاثنين . فالإسلام قد أبطل التبرك بالأحجار كلها، لم يستثن من ذلك إلا الحجر الأسود للحكمة التي تترتب على هذا. ولم يأمر رسول الله – ﷺ – أمته بالتمسح والتبرك بحجر وتعظيمها إلى درجة التقديس – ولو كانت عليه آثار أقدامه – وإنما كان يحذر من كل ما يشم منه رائحة الغلو في التعظيم، ويوصد كل باب يخشى منه دخول الفتنة، لهذا قال عليه السلام: ” لا تتخذوا قبري عيدًا “، ” لا تتخذوا قبري وثنًا يعبد ” . ” لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد “. وكان أصحابه على هديه كذلك .. أسرع عمر بقطع شجرة الرضوان التي بايع المؤمنون رسول الله تحتها في الحديبية، وجاء ذكرها في القرآن، قطعها رضي الله عنه حين رأى بعض الناس يذهبون إليها متبركين. أ.هـ
حكم التبرك بالأضرحة والإعتقاد فيها:
يقول فضيلة الدكتور أحمد الشرباصي-رحمه الله تعالى- الأستاذ بجامعة الأزهر:
إن الإسلام هو دين العقل والعلم، وطريقه كما عبَّر عنه القرآن الكريم هو الصراط المستقيم: (اهْدِنَا الصّرَاطَ المُسْتَقِيمَ). (الفاتحة: 6). وقد جعل الله ـ تبارك وتعالى ـ لهذا الكون سُنَنًا ثابتة وقواعدَ واضحة تقوم على العلْم والعمل واتباع السُّنَنِ الإلهية: (ولنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً). (الأحزاب: 62 ـ فاطر: 43 ـ الفتح: 23).
والْتماسُ البركة من الأشياء ليس بأن يلبس الإنسان ثوبًا ما، أو يذهب إلى مكان ما، أو يستعمل شيئًا ما، لم يثبت عند أهل الخبرة والمعرفة والحذَق أنه علاج ودواء، وإنما يكون التماس البركة في الأشياء عن طريق الإيمان والإخلاص وصِدْق الدعاء وعُمْق الرجاء في فضل الله وتوفيقه، مع السعْي وبذل الجهد واتباع الوسائل التي شرعها الله ـ تعالى ـ لعباده في هذه الحياة.أ.هـ
ويقول أيضا : من الأوهام الشائعة بين العامة اعتقادهم في كثير من الأضرحة المقامة للأولياء والصالحين، وظنِّهم أن لتلك القبور اختصاصات كاختصاصات الأطباء، فمنهم مَن يذهب بالأطفال المرضى إلى بعض الأضرحة المشهورة، ويمكثون بهم هناك مُددًا مُعينة، وفي أيام معينة، كيوم الجمعة، ويُكررون الزيارة اعتقادًا منهم أن هذا يسبب الشفاء، ويستعينون على ذلك أيضًا بتقريب القرابين وإشعال الشموع، ونحو ذلك.
وكل هذه ضلالات وأوهام لا أصل لها في الشريعة الغرَّاء، بل هي تُشبه عقائد مضادة لعقيدة الإسلام، ومن الواجب على المسلمين أن يُقلعوا عن هذه الخرافات، وأن يسلكوا الطريق السليم لعلاج الأمراض، فإن الذي خلق الداء خلق الدواء، ولقد كان الرسول والصحابة والتابعون لهم بإحسان يَتداوَون بالدواء الملائم لشفاء المرض، ولنا فيهم قدوة حسنة. أ.هـ