وصل الشعر لا يجوز، وكون المرأة تبيع شعرها لكي تشتري به شيئًا للمحتاجين مثلاً، فإنها لا بد أن تعرف ماذا سيعمل بهذا الشعر، فإن كان سيوصل به شعر آخر، فإن هذا لا يجوز قطعًا، فليقولن قائل بيع الشعر له هدف. وفي الحقيقة بيع الشعر فيه خلاف كبير والأصح منعه شرعًا؛ إذ لا ينتفع به إلا في الوصل، والمرأة لا تملك شيئًا من جسمها، فتتصرف فيه بإرادتها؛ لأنها لا تجد أبدًا شيئًا تستطيع أن تتنازل عنه، حتى نقول بأنها تتبرع بكذا أو بكذا.
ولكن العلماء جوزوا التبرع بالكلية مثلاً إذا كانت من قريب لقريبه، من أم لابنها مثلاً، أو العكس، عند الضرورة القصوى مع خلاف أيضًا في هذا بين العلماء، والضرورات تبيح المحظورات.
وخلاصة القول: إنه لا يجوز للمرأة أن تتبرع بشعرها لوصل شعر آخر، ولكن يجوز لها أن تتبرع بالمال إن كان لديها مال، وإلا فإن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها.