يقول الدكتور عجيل النشمي:

الصلوات الخمس مفروضة ومكتوبة على كل مسلم ومسلمة، ولكن هناك سنناً راتبة أي مؤكدة كان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب عليها، وشرع للمسلمين أيضاً أن يواظبوا عليها.

والمسلم ينبغي أن يحرص على هذه السنن لأسباب منها:

أ- أنها تقربه إلى الله عز وجل، وتزيد رصيده عند الله تعالى. وإذا كان كل إنسان يحاول أن يزيد رصيده في “البنك” من المال والنقود، فلماذا لا يحرص أيضاً على أن يزيد رصيده من الحسنات عند الله تعالى… وهو الباقي الخالد الذي ينفعه؟!. قال تعالى: “يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم ” (الشعراء).

وجاء في الحديث القدسي قوله تعالى: “ما تقرب عبدي إلي بمثل أداء ما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها. (رواه البخاري).

ب – الإعراض عن هذه السنن فيه شبه إعراض عن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله تعالى يقول: “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة” (الأحزاب:21). ومن أحب رسول الله اتبع سنته وأحياها. ومادام النبي عليه الصلاة والسلام قد واظب على هذه السنن، فمن حقه أن نحييها وأن نتبعها وإلا فإننا نميت هذه السنن.

ج- هذه السنن تعويض لما عساه أن يحدث في أداء الفرائض من نقص وقصور؛ إذ من ذا الذي يزعم لنفسه أنه يصلي الفرض صلاة تامة كاملة بخشوعها وبآدابها كلها؟ لعل ذهنه يسرح، ولعل قلبه ينشغل عن الخشوع، ولعل بدنه لا يسكن في صلاته… ولعله لا يؤدي للأركان حقها من الطمأنينة.

فإذا حُوسب الإنسان يوم القيامة وأول ما يحاسب عليه الصلاة نُظر في صلاته فإذا كان قد أدى الفرائض أداءً تاماً فبها، وإلا بُحث عن السنن والنوافل… فهناك يُستكمل هذا النقص من النوافل… فهي إذن عملية جبر وتعويض، لما يحدث في الفرائض من نقص أو خلل، أو تقصير.

على أن المسلم الذي يقتصر على أداء الفرائض، لا إثم عليه ولا عقاب، إذا وفاها حقها، ولم ينقص من أركانها وواجباتها شيئاً.

ثبت في الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمن حلف من الأعراب أنه لا يزيد على الفرائض شيئاً ولا ينقص: “أفلح إن صدق”، أو: “دخل الجنة إن صدق” وفي موضع آخر قال: “من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا”.