يقول فضيلة الشيخ عطية صقر -رحمه الله تعالى- رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا :

الاعتكاف معناه لزوم الشيء وحبس النفس عليه ، سواء أكان خيرًا أم شَرًّا، قال الله تعالى : (ما هذه التماثيلُ التي أنتم لها عَاكِفون ) (سورة الأنبياء : 52) أي مُقيمون على عبادتها، والمراد به شرعًا لزوم المسجد والإقامة فيه بنيّة التقرُّب إلى الله.
والإجماع منعقد على مشروعيّته، فقد كان النبي ـ صلّى الله عليه وسلم ـ يعتكِف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين يومًا كما رواه البخاري، واعتكف أزواجه من بعده كما روى البخاري ومسلم عن عائشة رَضي الله عنها .
وحكمه أنه سُنّة، ويكون واجبًا عند النذر، ويتأكد فضله في رمضان وفي العشر الأواخر منه.

وهناك ترغيب في الاعتكاف أقل من يوم، فقد روى الخطيب وابن شاهين عن ثوبان أن النبيّ صلّى الله عليه وسلم قال:” من اعتكف نفسه ما بين المغرب والعشاء في مسجد جماعة لم يتكلّم إلا بصلاة وقرآن كان حقًّا على الله تعالى أن يبنيَ له قصرًا في الجنة”.

مشروعية الاعتكاف

أجمع العلماء على مشروعية الاعتكاف، فقد ورد الاعتكاف في آيات الصيام عند قوله تعالى “ولا تقربوهن وأنتم عاكفون في المساجد”، وما ورد عن النبي  أنه كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، وأما في السنة الأخيرة أي العام الذي قُبض فيه عليه الصلاة والسلام فقد روى عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: “كان النبي  يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما.

مستحبات الاعتكاف

1- الإكثار من الطاعات كالصلاة وقراءة القرآن، وقراءة كتب أهل العلم وغير ذلك من دروس ومواعظ.
2- اجتناب ما لا يعنيه من الأقوال فيجتنب الجدال والمراء والسباب ونحو ذلك والغيبة والنميمة.
3- أن يلزم مكانا من المسجد.

مبطلات الاعتكاف

1-الخروج من المسجد عمدا لغير حاجة ولو قل.
2- الجماع.
3- ذهاب العقل بجنون أو سكر.
4- الحيض والنفاس للمرأة لفوات شرط الطهارة.
5- الردة، أعاذنا الله وإياكم منها.

فائدة الاعتكاف

في الاعتكاف إحياء السنة، وفيه إحياء القلب بدوام الطاعة، ومن فوائده أن يخلو المرء مع نفسه ويعمل فكره فيما يجب عليه مستقبلا، فبالاعتكاف ضياء النفس وإشراقها، وبه نوال الخيرات ورفعته إن شاء الله برحمته ومنه، ومن فوائده أن من اعتكف العشر الأواخر كان حريا بموافقة ليلة القدر ومن أدرك ليلة القدر فهي خير له من ألف شهر.