الاتصال بالجن منهي عنه شرعا من حيث الجملة ، لما فيه من مخالفات شرعية ، كما أن الله تعالى جعل الجن عالما ، والإنسان عالما آخر ،فاختراق العالمين خروج عن الطبيعة المرسومة ، كما أن الاتصال بالجن فيه مخالفات شرعية تصل إلى حد الشرك بالله تعالى .

ومن المعلوم شرعا أن الرزق بيد الله تعالى ، وأن الله تعالى طلب من الناس أن يسعوا في الأرض سعيا ، للحصول على الرزق، فقال :”فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور”، وقد أوضح الإسلام الطرق المشروعة للكسب بوضع الضوابط الحاكمة لها ، بما يناسب الناس على اختلاف عصورهم.

والادعاء أن للجن قدرة على استخراج الكنوز أمر يكذبه الواقع ، فكثير من السحرة يعيشون تحت خط الفقر ، وما أغنتهم شياطينهم عن الفقر شيئا، ولكن الإنسان يحب اللهث وراء ما لايتعب بما ينفعه، وما أعظم ما قاله الرسول حين وجد رجلا أثر العمل في يده ، فأمسكها قائلا :”هذه يد يحبها الله ورسوله.

وإعمار الأرض بالخير من رسالة الإسلام ،فالواجب على المسلمين أن يعمروا الأرض بما ينفعهم وينفع الإنسانية جميعا ، وألا يقعوا في شرك الله سعيا وراء خيال ، فيخسر المرء ساعتها الدنيا والآخرة ، وذلك هو الخسران المبين .

يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله تعالى- من علماء السعودية :

هذا العمل ليس بجائز ، فإن هذه الطلاسم التي يحضرون بها الجن ويستخدمونهم بها لا تخلو من شرك في الغالب . والشرك أمره خطير ؛ قال الله تعالى : ( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ) .
والذي يذهب إليهم يغريهم ويغرُّهم ، يغريهم بأنفسهم وأنهم على حق ، ويغرهم بما يعطيهم من الأموال . فالواجب مقاطعة هؤلاء ، وأن يدع الإنسان الذهاب إليهم ، وأن يحذر إخوانه المسلمين من الذهاب إليهم ، والغالب في أمثال هؤلاء أنهم يحتالون على الناس ويبتزُّون أموالهم بغير حق ، ويقولون القول تخرصاً ثم إن وافق القدر أخذوا ينشرونه بين الناس ويقولون : نحن قلنا وصار كذا ونحن قلنا وصار كذا ، وإن لم يوافق ادعوا دعاوى باطلة أنها هي التي منعت هذا الشيء.

وإني أوجه النصيحة إلى من ابتلي بهذا الأمر وأقول لهم : احذروا أن تمتطوا الكذب على الناس والشرك بالله عز وجل وأخذ أموال الناس بالباطل ، فإن أمد الدنيا قريب والحساب يوم القيامة عسير ، وعليكم أن تتوبوا إلى الله تعالى من هذا العمل ، وأن تصححوا أعمالكم ، وتطيبوا أموالكم.