يقول الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد الشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهر رحمه الله في كتابه سلوكيات..:
مِن الحقائق الثابتة شرعًا أن الجن نوع من المخلوقات التي خلقها الله عَزَّ وجل، ويجب الإيمان بها، فلو أنكرها أحد لكان كافرًا بما جاء به الدين، فالقرآن قد أثبت وجود الجن، وفي كتاب الله سورة تسمّى” سورة الجن” وقد بدأت بقول الله عز وجل شأنه:(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا، يَهْدِي إِلَي الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ ولَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا) [الآيتان 1،2 ]. كما جاء في سورة الرحمن قوله تعالى:(يَا مَعْشَرَ الجِنِّ والإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمواتِ والأَرْضِ فَانْفُذُوا لاَ تَنْفُذُونَ إِلاّ بِسُلْطانَ)[ الآية 33]. وفي سورة الإسراء:
(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ والجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا القُرْآَنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ولَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) [الآية 88]. وفي سورة الأحقاف:(وإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الجِنِّ يَسْتَمِعونَ القُرْآنَ فَلَمَّا حَضَروهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) [الآية 29].
وفي صحيح الإمام البخاري باب عنوانه: “باب ذكر الجن” وفيه أن الرسول ـ ﷺ ـ أتاه وفد “جن نصيبين” ـ ونصيبين مدينة مشهورة بالجزيرة كما ذكر النووي في تهذيب الأسماء ـ وأثنى الرسول عليهم.
وجاء أنهم يُحاسبون، ويُثابُون ويُعاقَبُون، وأن ثوابهم أن يجاروا من النار، ثم يقال لهم: كونوا ترابًا كالبهائم. وقيل: لا ثواب لهم إلا النّجاة من النار. وقيل: إنّهم كما يعاقَبون بالإساءة يثابون بالإحسان.