تصفيف الشعر مستحب وتكرار هذا الأمر على مدار اليوم لا كراهة فيه متى كان ذلك في أوقات متفرقة، أما المكروه فهو المبالغة في ذلك.
ويدل على ذلك ما أخرجه الحافظ ابن حجر في فتح الباري عن أم المؤمنين عائشة قالت (كان لا يفارق رسول الله ﷺ سواكه ومشطه وكان ينظر في المرآة إذا سرح لحيته).
وعنها (أنها كانت ترجل رسول الله ﷺ وهو معتكف يناولها رأسه وهي في حجرتها والنبي ﷺ في المسجد).
يقول الحسين العراقي-من فقهاء الشافعية– في كتابه طرح التثريب في تعليقه على هذا الحديث (فيه استحباب تسريح الشعر وإذا لم يترك النبي ﷺ ذلك في زمن الاعتكاف مع قصره واشتغاله بالعبادة ففي غيره أولى , وفي سنن أبي داود عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال { من كان له شعر فليكرمه } , وفيه أيضا من حديث عبد الله بن مغفل النهي عن الترجيل إلا غبا , -أي في أوقات متفرقة- وروى ابن طاهر في كتاب صفة التصوف من حديث أبي سعيد أن النبي ﷺ “كان لا يفارق مصلاه سواكه ومشطه”).
والحديث الذي أشار إليه صاحب طرح التثريب وهو أن النبي ﷺ “كان لا يفارق مصلاه سواكه ومشطه” يدل على جواز ترجيل الشعر أكثر من مرة في اليوم ولكن السنة في ذلك أن يكون ذلك غبا أي في أوقات متفرقة وعدم الإكثار والمبالغة في الترجيل.
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
يسن ترجيل الشعر ودهنه غبا, فالاستكثار من الترجيل والمداومة عليه مكروه إلا لحاجة ; لحديث عبد الله بن مغفل رضي الله عنه “أن رسول الله ﷺ نهى عن الترجل إلا غبا”.