يقول الشيخ عبد الباري الزمزمي ـ عضو لجنة علماء المغرب:
إن الإصلاح بين الناس على العموم من أفضل الأعمال وأكثرها أجرا، لقول الله عز وجل:( لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً).
فقال سبحانه وتعالى: (أو إصلاح بين الناس) ولم يقل: بين المسلمين.
فالعلاقة بين المسلم والكافر إذا كانت مشروعة في الإسلام، فإصلاحها والسعي في إرجاعها بين الطرفين كما كانت، يعتبر داخلا في الآية المذكورة.
أما إذا كانت العلاقة بينهما غير مشروعة في الإسلام، فلا يجوز الإصلاح بين المسلم والكافر في هذه الحال، لأن الإصلاح يكون حينئذ تعاونا على الإثم.
ومعيار العلاقة المشروعة والممنوعة، مبين بقوله تعالى:( لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ {8} إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).