السنة عند الفقهاء هي التي يثاب المرء على فعلها ولا يعاقب على تركها، والسنن المؤكدة كصلاة العيدين ونحوها، يأثم المسلم إن أصر على تركها، أما السنن غير المؤكدة فلا يأثم تاركها، ولكن إذا كان تركها لا يأثم فاعله شرعا، فينبغي ألا يكون ذلك ديدنا للمرء لأن هذا نذير خطر، فاتباع سنته هي الطريق الموصل لمحبة الله عز وجل قال تعالى (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) وقال سبحانه (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) وفي الحديث (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ).

السنة في علم أصول الفقه

يقول سماحة المستشار فيصل مولوي -نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء-:
سنّة الرّسول (صلَى الله عليه وسلَم) (في علم أصول الفقه) هي ما ثبت عنه من قول أو فعل أو صفة أو تقرير. وهي بهذا المعنى المرجع الثّاني لمعرفة الأحكام الشّرعيّة بعد القرآن الكريم. ومنها نعرف أنّ العمل المعيّن واجب أو حرام، مندوب أو مكروه، أو مباح. والالتزام بالسنّة هو وضع العمل في مقامه الشّرعيّ
-فإذا ثبت أنّه حرام فإنّه لا يجوز القيام به ويأثم فاعله.
-وإذا ثبت أنّه واجب فإنّه يجب القيام به ويأثم تاركه.
-وإذا ثبت أنّه مكروه فالأفضل تركه، ويؤجر المسلم على ذلك لكنّه لا يعاقب إن فعله.
-وإذا ثبت أنّه مندوب فالأفضل فعله ويؤجر على ذلك لكنّه لا يعاقب إن تركه.
-وإذا ثبت أنّه مباح فالمسلم حرّ في فعله أو تركه.

السنة في الفقه

أمّا السنّة في علم الفقه، فهي تعني المندوب الذي يثاب المسلم على فعله لأنّ الرّسول (صلَى الله عليه وسلَم) فعله، ولا يعاقب على تركه لأنّ الرّسول (صلَى الله عليه وسلَم) لم يأمر به إلزاماً. وإذا لم يطبّق المسلم السنّة حين تكون بمعنى المندوب فإنّه لا يأثم ولا يعاقب، وحين يطبّقها يؤجر عليها.
والدّليل على جميع ذلك قوله تعالى: ( ومن يطع الله ورسوله يدخله جنّات تجري من تحتها الأنهار…) النّساء 13، (ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً…) الأحزاب 71، (ومن يعص الله ورسوله ويتعدّ حدوده يدخله ناراً…) النّساء 14، (ومن يعص الله ورسوله فقد ضلّ ضلالاً مبيناً…) الأحزاب 36، (ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنّم…) الجنّ 23. انتهى.

تارك السنة لا يأثم فهذا بالنسبة للسنن غير المؤكدة، أما السنن المؤكدة كسنة الأذان وصلاة العيدين ونحوهما، فهذه يأثم المسلم إن أصر على تركها.

هل يأثم من يترك السنن

جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
يأثم المسلم المكلف بترك السنن المؤكدة التي تعتبر من شعائر الإسلام عند الحنفية , وفي وجه عند الشافعية , كالجماعة والأذان وصلاة العيدين إذ في تركها تهاون بالشرع , ولذلك لو اتفق أهل بلدة على تركها وجب قتالهم , بخلاف سائر المندوبات ; لأنها تفعل فرادى .