خير علاج للشهوة الجنسية هو الزواج، الذي يلبي حاجة المرأة جنسيا، أما إشباع المرأة حاجتها الجنسية عن طريق العادة السرية فهو نوع من أنواع التعدي المحرم، وهو لا يغض البصر، ولا يحصن الفرج.

وجمهور العلماء على حرمة الاستمناء، لأن الوسيلة الطبيعية لقضاء حظ النفس من الشهوة الجنسية يتمثل في الزواج الذي هو السبيل الطبيعي لتحصيل اللذة الجنسية وقضاء حظ النفس منها.
ولم يبح عمل العادة السرية سوى الحنابلة في حال الضرورة، وقد نصُّوا على أن الاستمناء محرم، وأن صاحبه يستحق التعزير، وأنه لا يباح إلا عند الضرورة، كالخوف من وقوع في ضرر أكبر كالزنا والعياذ بالله، ومن القواعد الشرعية ارتكاب أخف الضرين إذا لم يمكن تجنبهما. ومستند من حرم هذه العادة السرية قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ }  [المؤمنون:5-8]

وجعل الصوم كاسرا للشهوة الجنسية لمن لم يقدر على الزواج، فقد جاء في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء.
وإضراب المرأة عن الزواج وهي في أشد حالات الاشتياق للشهوة الجنسية لا يجوز، كما أن ترك الزواج مخالف للفطرة الإنسانية التي فطر الله الخلق عليها، فقد خلق الله الإنسان ذكرا وأنثى كما قال تعالى: فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى {القيامة: 39}
والزواج نعمة من نعم الله التي امتن به سبحانه على عباده ، قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:21}.
وقد أودع الله في النفوس الشهوة الجنسية، وجعل سبحانه وتعالى الرجل يميل للمرأة والمرأة تميل للرجل، وجعل الزواج هو المنفذ الشرعي لتلبية حاجة الرجل والمرأة، والإضراب عن الزواج مناقض لهذه الفطرة السوية التي خلق الله عليها البشر ومخالف لسنة المرسلين، فقد روى الترمذي عن أبي أيوب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أربع من سنن المرسلين الحناء والتعطر والسواك والنكاح. كما أنَّ العزوف عن الزواج مفض للوقوع في ما حرم الله عز وجل.
ففي الزواج صيانة النفس وإعفافها عن الحرام، ولا سيما فيمن استبدت به شهوته الجنسية ففي حقه يصير واجبا، وحتى يقدِّر الله للمسلم زوجا عليه بالصيام عملا بوصية النبي صلى الله عليه وسلم.
وأن يكثر من ذكر الله والاستغفار؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ” من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً ، ومن كل هم فرجاً “. رواه أبو داود وابن ماجه.