تتعدد مظاهر الفرح في العيد ، حيث يخرج الناس مبكرين ، يلبسون الملابس الجديدة ، يهنئ بعضهم بعضا باسمين ، يمزحون ويلعبون ، ولكن بما لا يروع الناس “كالألعاب النارية” ، وبما لا يخرج عن الشرع .

وينبغي ألا يضحكَ الآخرين عن طريق السخرية بالناس أو ذكر بعض النقائص الخلقية أو الخلقيّة فيهن كما ينبغي ألا يكون فيه كذِب أو ترويع، أو كل ما يُؤذِي المؤمِن سواء أكان حاضرًا أو غائبًا.

مظاهر الفرح في أيام العيد:

يقول الأستاذ الدكتور سالم أحمد سلامة عميد كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية بغزة :

أولا : من مظاهر الفرح في هذا اليوم أن يخرج الناس صغارا وكبارا ونساء ورجالا إلى الخلاء.. إلى المصلى، ما عدا مكة فالصلاة فيها في الحرم أفضل.

ثانيا : ومن مظاهر الفرح كذلك التكبير أي أن يكبر الناس في أيام العيد خاصة في عيد الفطر؛ لقوله تعالى: “ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ” البقرة 185 وقوله حول عيد الأضحى: “واذكروا الله في أيام معدودات” والتكبير في عيد الفطر من وقت الخروج إلى الصلاة حتى ابتداء الخطبة، أما في عيد الأضحى فوقت التكبير من صبح عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة.

ثالثا : ومن مظاهر الفرح التهنئة ومنها ما ورد عن جبير بن نفير رضي الله عنه قال: “كان أصحاب رسول الله إذا التقوا يوم العيد قال بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك” وهو حديث إسناده حسن.

رابعا : التقيد بحدود وآداب الشرع فيستحب أن يخرج الناس وأن يفرحوا وأن يمرحوا، لكن في شيء لا يكون فيه خروج عن الدين.

خامسا : عدم إزعاج للناس وترويعهم.

سادسا : الابتهاج ولبس الجديد من اللباس والتوسعة على الأهل كل ذلك من مظاهر العيد .

سابعا :الغناء بشرط خلوه من الخضوع في القول وما إلى ذلك من مظاهر الفرح غير الخارجة عن أي من أمور الدين، فالأمر على حله في كل الأشياء ما لم يأت شيء محرم .

المنهي عنه من المزاح:

يقول الأستاذ الدكتور رفعت فوزي أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة :

المَنهي عنه من المُزاح ما يحدث حقدًا أو يسقط المَهابة والوَقار،و يورث كثرة الضَّحكِ وقسوة القلب أو الإعراض عن ذكر الله تعالى، ومُزاحه ـ ـ من جميع هذه الأمور، ويقع منه ـ ـ على جهة النُّدْرة لمصلحة تامّة من مؤانَسة بعض نسائه أو أصحابه، فهو بهذا القصد سنّة؛ إذ الأصل في أفعاله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ وجوب أو نَدْب للتأسِّي به فيها إلا لدليل يمنع من ذلك.

وعلى هذا فلا بأس بالمزاح في حدود أدب الشَّرع ووقار المؤمن ورزانته، ومهابته ممّا سبق تفصيلُه.

وينبغي ألا يضحكَ الآخرين عن طريق السخرية بالناس أو ذكر بعض النقائص الخلقية أو الخلقيّة فيهن كما ينبغي ألا يكون فيه كذِب أو ترويع، أو كل ما يُؤذِي المؤمِن سواء أكان حاضرًا أو غائبًا.

ويقول الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة – أستاذ الفقه وأصوله – جامعة القدس – فلسطين -بقوله:ـ

ولا يجوز أن يشتمل المزاح على ترويع المسلم وإخافته لما جاء في الحديث أن النبي قال :( لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً ) رواه أبو داود وأحمد والطبراني وصححه الشيخ الألباني في غاية المرام ص 257 .

وقال :( لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعباً ولا جاداً ومن أخذ عصا أخيه فليردها ) رواه أبو داود والترمذي وأحمد وقال الشيخ الألباني : حديث حسن . صحيح سنن أبي داود 3/944 .

ويقول الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر :

وإذا كان مجرد ترويع الآمنين مُحَرَّمًا، ولو بمجرد النظرة المخيفة، فإن هذا يدل على أن ترويعَه بالأصوات المُنكَرة، أو انتهاك حُرْمته، أو الاعتداء على نفسه، أو على عضو من أعضائه، أو على ذي قرابة منه، أو على ماله، أو عمله أشد حُرْمَة وإثمًا.

من ضوابط المزاح :

يقول الدكتور يوسف القرضاوي :

ألا يترتب عليه تفزيع وترويع لمسلم ، فقد روي أبو داود عن عبد الرحمن بن أبي ليلي قال: حدثنا أصحاب محمد --، أنهم كانوا يسيرون مع النبي -- فقام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه، ففزع فقال رسول الله --: “لا يحل لرجل أن يروع مسلمًا”.

وعن النعمان بن بشير قال: كنا مع رسول الله -- في مسير، فخفق رجل على راحلته -أي نعس- فأخذ رجل سهمًا من كنانته فانتبه الرجل، ففزع، فقال رسول الله: “لا يحل لرجل أن يروع مسلمًا” رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات. والسياق يدل على أن الذي فعل ذلك كان يمازحه.

وقد جاء في الحديث الآخر: “لا يأخذ أحدكم متاع أخيه لاعبًا ولا جادا” رواه الترمذي وحسنه. أ.هـ