يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي:
الأضحية سنة مؤكدة في معظم المذاهب، وواجبة في مذهب الإمام أبي حنيفة، والواجب عنده شيء أقل من الفرض، وفوق السنة.
وهذا الواجب من تركه يكون آثمًا، إذا كان من أهل اليسار والغني.
وقد جاء عن أبي هريرة مرفوعًا وموقوفًا ” من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا ” (رواه الحاكم عن أبي هريرة مرفوعًا وصححه وموقوفًا ولعله أشبه، كما في الترغيب للمنذري) .
وجاء في حديث آخر أنه سئل عن الأضحية . فقال: ” سنة أبيكم إبراهيم “. (رواه الترمذي والحاكم وقال: صحيح الإسناد، قال المنذري: بل واهية)
ولهذا، فالضحية إما سنة مؤكدة، وإما واجب، والمذاهب الأخرى غير الأحناف تكره لمن كان من أهل اليسار ألا يضحي، فيوسع على نفسه وعلى أهله، وعلى من حوله من الفقراء والجيران.
ولهذا كانت السنة في توزيع الأضحية أن يقسمها أثلاثًا، ثلث لنفسه وأهله، وثلث لمن حوله من جيرانه، وثلث للفقراء والمساكين .. ولو تصدق بها كلها لكان أكمل وأفضل، إلا بعض الشيء يتبرك به ويأكل منه.
لقد شرع الله الأضحية لتكون يوم العيد وما بعد العيد توسعة على الناس.
وتشرع ابتداء من صباح يوم الأضحى، بعد صلاة العيد، وهناك من يخطئ فيذبح الأضحية ليلة العيد، نظرًا لزحمة القصابين والجزارين، وهذه كما قال النبي ﷺ: ” شاته شاة لحم ” يعني ليس لها ثواب الضحية . إنما يكون ثواب الأضحية إذا ذبحت بعد أسبق صلاة عيد.
إن الأضحية عبادة وقربة إلى الله، والقربات والعبادات منها ما هو محدد بأوقات معينة، والأضحية من هذا النوع، فوقتها محدد بكونه بعد صلاة عيد الأضحى . فإذا كان هناك أكثر من مكان في البلدة لصلاة العيد، فبعد أسبق صلاة تكون الأضحية . ويجوز تأخير الذبح إلى اليوم الثاني وكذلك اليوم الثالث وهي المسماة أيام التشريق .. وقال البعض بجواز الذبح في هذه الأيام ليلا أو نهارًا.