الأصولية مصطلح مأخوذ من كلمة الأصل، والأصولية هي الأسس والركائز التي ترجع إليها كل أمة في عقيدتها وشريعتها.

معنى الأصولية في الإسلام وفي الغرب

أوضح الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي فقال:

مصطلح الأصولية من المصطلحات التي راجت حيناً من الزمن لدى أجهزة الإعلام الغربي، والواقع أنهم في كل حين ينفقون ويروجون مصطلحاً معينًا للتنفير من هذا الشيء الجديد، التحرك الإسلامي الجديد الذي بعث الأمة وأحياها وجددها نحن نسميه أحياناً بمصطلحاتنا، اليقظة الإسلامية، البعث الإسلامي، الإحياء الإسلامي، هذه كلها تعبيرات نطلقها على هذا التوجه الجديد للأمة بعد أن مرت عليها فترات جمود وجحود ورقود وموات، هم يطلقون أشياء أخرى طبيعتها التغير والتحريف واللمز كما أشرت.
أحيانا سموا هذا الشيء التطرف الإسلامي أو التشدد الإسلامي، أحياناً الرجعية قبل التطرف، مصطلح الأصولية الآن الإرهاب، كل هذه الأشياء يقصد بها أمور معينة.

من هذه المصطلحات التي راجت ولازالت تستعمل إلى الآن الأصولية، وقد نشأ عندهم هذا المصطلح للدلالة على توجه معين في الساحة المسيحية، بعض المسيحيين الذين يتهمون بالحرفية والتزمت والقسوة والعنف وأحيانًا الإجرام، هذا أطلقوا عليه الأصولية المسيحية ثم أرادوا أن يعكسوا هذا على هذه الصحوة أو الظاهرة الإسلامية فسموها الأصولية تنفيراً منها.

مصطلح الأصول في الإسلام؟

هذا المصطلح عندنا مصطلح محبب، فكلمة الأصول عندنا جمع أصل وهو الأساس أو الجذر كما قال تعالى: (ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء).
فالأصول بهذا المعنى، الإنسان يكون له أصل ثابت يرجع إليه، ونحن نرحب بهذا، فإذا لم نهتم بهذا فمعناه أننا سطحيون لا نتعمق أو أننا فرعيون لا نهتم بالأصول، ونحن بالعكس عندنا من الكلمات المأثورة (من ضيع الأصول فقد حرم الوصول) ،فلابد أن نحافظ على الأصول، والأصول عندنا تشمل أصول الدين (أصول العقيدة) وأصول الفقه (أصول الشريعة) وعندنا من كان يقول على العلماء، كان علامة في الأصول، يقصدون الدين والفقه.
فنحن لا نقبل إلا التمسك بالأصول وإن كانت الأصولية هي التمسك بالقرآن والسنة وما أجمعت عليه الأمة فنحن أصوليون وأبناء أصوليين.

والأصول بمعنى الأسس والأركان الأساسية للعقيدة: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والأركان العملية التي قام عليها الإسلام، من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت، والقيم الأخلاقية الأساسية التي بعث النبي ليتممها (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

والشرائع القطعية التي يبنى عليها التشريع في هذه الأمة مثل حل البيع وحرمة الزنى وشرب الخمر، وإباحة الزواج وشرعية المواريث وغيره، هذه الأسس التي لابد منها، فإذا فسرنا الأصول بمعنى الأسس والعقائد والركائز الأساسية فأقول :اللهم أحييني أصولياً ،وأمتني أصولياً ،واحشرني في زمرة الأصوليين.