إن النبي ﷺ أشرف الناس نسبا، وأكملهم خلقا، وخُلقا، وقد ورد في شرف نسبه ﷺ أحاديث؛ منها ما رواه مسلم: أن النبي ﷺ قال: «إن الله عز وجل اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم».
وقد توفي والده وهو في بطن أمه، فولد الرسول ﷺ يتيما، قال -تعالى-: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى).
وتوفيت والدة النبي -عليه السلام- آمنة بنت وهب وهو ابن ست سنوات، وكانت عائدة به من منطقة الأبواء؛ وكانت في زيارة لأخواله من بني عدي من بني النجار، فانتقل بعدها للعيش في كفالة جده عبد المطلب حيث كان يعتني به اعتناء شديدا؛ ظانا فيه الخير والشأن العظيم، ثم توفي جده والنبي ﷺ في الثامنة من عمره، وانتقل بعدها للعيش في كفالة عمه أبي طالب، وكان يأخذه معه في رحلاته التجارية، وفي إحدى الرحلات أخبره أحد الرهبان بأن محمدا سيكون ذو شأن عظيم.
حكم الاعتقاد أن الرسول ﷺ موجود في كل مكان:
قد عَلم من الدين بالضرورة ، وبالأدلة الشرعية ، أن رسول اله ﷺ لا يوجد في كل مكان ، وإنما يوجد جسمه في قبره فقط في المدينة المنورة أما روحه ففي الرفيق الأعلى في الجنة ، وقد دل على ذلك ما ثبت عنه ﷺ أنه قال عند الموت ( اللهم في الرفيق الأعلى )ثلاثاً ثم توفي . رواه البخاري ومسلم.
وقد أجمع علماء الإسلام من الصحابة ومن بعدهم أنه – عليه الصلاة والسلام – دفن في بيت عائشة – رضي الله عنها – المجاور لمسجده الشريف ، وكذلك المرسلين وأرواح المؤمنين كلها في الجنة ، لكنها على منازل في نعيمها ودرجاتها ، حسب ما خص الله به الجميع من العلم والإيمان والصبر على حمل المشاق في سبيل الدعوة إلى الحق .
هل الرسول يعلم الغيب:
أما الغيب فلا يعلمه إلا الله وحده ، وإنما يعلم الرسول ﷺ وغيره من الخلق من الغيب ما أطلعهم الله عليه مما ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة من بيانه لأمور الجنة والنار وأحوال القيامة وغير ذلك ، مما دل عليه القرآن والأحاديث الصحيحة ، كأخبار الدجال ، طلوع الشمس ، من مغربها ، وخروج الدابة ، ونزول المسيح عيسى ابن مريم في آخر الزمان ، وأشباه ذلك.
-لقول الله عز وجل في سورة النمل : ( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون ) . -وقوله سبحانه : ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ) .
-وقوله سبحانه في سورة الأعراف : ( قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ) . والآيات في هذا المعنى كثيرة .
-وقد صح عن رسول الله ﷺ في أحاديث ما يدل على أنه لا يعلم الغيب ، منها ما ثبت في جوابه لجبريل لما سأله عن الساعة قال : ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ) .
ثم قال: خمس لا يعلمهن إلا الله وتلا قوله تعالى : ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ).
-ومنها أنه عليه الصلاة والسلام لما رمى أهل الإفك عائشة – رضي الله عنها – بالفاحشة لم يعلم ببراءتها إلا بنزول الوحي كما في سورة النور.
-ومنها أنه لما ضاع عقد عائشة في بعض الغزوات لم يعلم ﷺ مكانه ، وبعث جماعة في طلبه فلم يجدوه ، فلما قام بعيرها وجدوه تحته .
وهذا قليل من كثير من الأحاديث الواردة في هذا المعنى .
اعتقاد حضور النبي ﷺ الموالد:
أما ما يظنه بعض العامة من علمه بالغيب وحضوره ﷺ لديهم في أوقات احتفالهم بالمولد وغيره فهو شيء باطل لا أساس له . وإنما قادهم إليه جهلهم بالقرآن وما كان عليه السلف الصالح .