من المعلوم أن الكفر كله ملة واحدة ، وأن عذاب الكفار واحد سواء من كفر في عهد نبي الله نوح ومن كفر في عصرنا هذا ؛ لأنهم اشتركوا في معنى واحد الا و هو الكفر ، وعذاب الكفار واحد ، يقول تعالى في سورة التكوير : “وإذا النفوس زوجت” أي : جمعت بعضها مع بعض فالكفار في كل زمن مع الكفار ، والمنافقين مع المنافقين ، والمؤمنين مع المؤمنين .
قال القرطبي في تفسيره :
قال النعمان بن بشير: قال النبي : وإذا النفوس زوجت” (يقرن كل رجل مع كل قوم كانوا يعملون كعمله).
وقال عمر بن الخطاب: يقرن الفاجر مع الفاجر، ويقرن الصالح مع الصالح. وقال ابن عباس: ذلك حين يكون الناس أزواجا ثلاثة، السابقون زوج – يعني صنفا – وأصحاب اليمين زوج، وأصحاب الشمال زوج .
وقال الحسن: ألحق كل امرئ بشيعته: اليهود باليهود، والنصاري بالنصارى، والمجوس بالمجوس، وكل من كان يعبد شيئا من دون الله يلحق بعضهم ببعض، والمنافقون بالمنافقين، والمؤمنون بالمؤمنين.
أهـ
ويشهد لهذا المعنى قوله تعالى في سورة الصافات :” احشروا الذين ظلموا وأزواجهم “قال الطبري في تفسيرها :
اجمعوا الذين كفروا بالله في الدنيا وعصوه وأزواجهم وأشياعهم على ما كانوا عليه من الكفر بالله وما كانوا يعبدون من دون الله من الآلهة.
وروى عن ابن عباس أنه قال : {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} يعني: أتباعهم، ومن أشبههم من الظلمة.
والله تعالى أعلم .