تغيير خلق الله محرم بالكتاب والسنة، فمن الكتاب قوله تعالى حكاية عن إبليس: وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا [النساء:119]، وفي الصحيحين من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله.

وبتتبع المسائل التي ورد النهي بشأنها، وجدناها إما خصاء أو نمصاً أو وشماً ووشراً أو تفليجاً للأسنان أو وصلاً للشعر ونحو ذلك، فهي كلها أمور تتدخل فيها يد الإنسان، وقد أباح أهل العلم منها ما دعت إليه الضرورة.

فنستنتج إذاً أن زيادة حجم الثدي إذا كان يحصل بعملية جراحية، فإنه لا يباح إلا للضرورة كأن يكون صغيرا جدا لا يفرز لبنا للأطفال، أو كبيرا يؤدي إلى ارتخاء الجسم وتعوقه فحينئذ يجوز تعديله بجراحة.

وإن كان التكبير أو التصغير يحصل بتناول دواء معين فإنه حينئذ يكون من باب النمو مما لا دخل ليد الإنسان فيه، وبالتالي فهو إذاً مباح ما لم يؤد إلى ضرر آخر.