المساج هو التدليك، وهو لون من ألوان العلاج الطبيعي، يقوم فيه المدلِّك بتحريك يده على جسد المدلك، بطريقة معينة، وهو وسيلة جيدة للمساعدة على التخلص من بعض المتاعب الصحية، وهناك جملة من الضوابط الشرعية للقيام بعمل المساج، نذكر منها التالي:

هل يجوز للمرأة تدليك الرجل:

لا يجوز للمرأة أن تجري عملية التدليك للرجل الأجنبي عنها، ويحرم على الرجل أن يعينها على ذلك، قال تعالى:” قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور:30-31] فاللمس أشد تحريما من النظر.

ولا يجوز أيضاً للرجل الأجنبي أن يقوم بتدليك المرأة الأجنبية، لما في ذلك من الفتنة بالمس لجسد المرأة، وهو أشد فتنة من النظر، وكلاهما محرم.

قال الإمام النووي رحمه الله:

قد قال أصحابنا: كل من حرم النظر إليه حرم مسه، بل المس أشد، فإنه يحل النظر إلى الأجنبية إذا أراد أن يتزوجها، ولا يجوز مسها. ا.هـ

ومن محاسن شريعتنا أنها دائما تسد الأبواب التي توقع الإنسان في المحظور، فمنعت الخلوة المحرمة، ومنعت الخضوع في الحديث من المرأة، وحرمت مقدمات الزنا منعا من الوقوع في الزنا، والتدليك يستلزم ملامسة اليد للجسد ملامسة مباشرة، وهذا فيه ما فيه من الخطر، ولذلك ينصح بأن يقوم الرجل بتدليك الرجال، والمرأة بتدليك النساء.

ضوابط تدليك الرجل للرجل والمرأة للمرأة:

أ‌- كشف العورة: لا يجوز كشف العورة أثناء التدليك، كما لا يجوز مسها، لآية سورة النور، السابقة، وجاء في صحيح الإمام مسلم ” نهى رسول الله – – أن ينظر الرجل إلى عورة الرجل, أو تنظر المرأة إلى عورة المرأة ” والنهي عن النظر يستلزم النهي عن المس، وعورة المرأة أمام المرأة هي ما بين السرة والركبة، وعورة الرجل هي ما بين سرته وركبته كما هو القول الراجح من أقوال العلماء.

ب‌- فإن تعين التدليك علاجا، فإنه يأخذ حكم ضرورة العلاج، والضرورة تقدر بقدرها، فيقتصر النظر والمس على موضع الحاجة فقط، وما لم يحتج إلى لمسه فيحرم كشفه والنظر إليه.

ج – يشترط في المرأة التي تقوم بتدليك المرأة أن تكون امرأة مأمونة غير فاسقة.

د – يشترط في المكان الذي تقوم فيه المرأة بالتدليك أن يكون بيتها، وذلك للترهيب من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال: “أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها، فقد هتكت سترها بينها وبين الله عز وجل” رواه أحمد وصححه الشيخ الألباني.

فإن تعذر على المرأة أن تجريه في بيتها، فيشترط في المكان الذي تريد أن تجري عملية التدليك فيه أن يكون مأموناً، فلا يكون مكان ريبة أو فساد أو فتن، كما يشترط ستر المرأة عن أعين الرجال، ويشترط أيضا أن يكون المكان خاليا من كاميرات التصوير الخفية التي تصور المرأة في هذا الوضع كما يتفنن بعض شياطين الإنس اليوم في هذا الأمر.