لا شك أن رسالة المسجد أعمق وأشمل بكثير عن هذا الدور الضئيل الذي قصره الناس عليها في هذه الأيام، ولقد كان مسجد النبي ﷺ أنموذجا لهذا الدور.
وعلى ذلك فلا يوجد مانع من أن يكون بالمسجد ملاحق للتعليم عن طريق عروض السينيما، والكمبيوتر، وكافة الوسائل التوضيحية خاصة في المسائل التي لا تتجلى بالشرح النظري ، مثل فقه الحج والعمرة، وفقه الزكاة، وفقه المعاملات، وغير ذلك .
ما هو الجائز في أن يلحق بالمسجد
يقول الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي :-
مما يَحسُن أن يلحق بالمساجد: أشياء تَشُدُّ من أَزْرِ المسجد، وتُساعِده في أداء مهمته التعليمية والتوجيهية والاجتماعية والدعوية، وقد عَرَفها المسلمون في العصور السابقة، لا سيَّما في عصر العباسيين والفاطميين، والأمويين والمماليك والعثمانيين وغيرهم.
-من ذلك: المدرسة مُلْحَق بالمسجد، وبعض المساجد كان يُعتَبَر جامعة في ذاته، مثل الأزهر في مصر، والزيتونة في تونس، والقرويين في المغرب.
-وبعضها أُلحِقَتْ به مدرسة في رِحابِه، وكأنها جزء من المسجد ومن المطلوب في عصرنا:
-مدارس تحفيظ القرآن الكريم.
-ومنها: مساكن للطلاب، كما في الأَرْوِقَة التابعة للأزهر، مثل رَوَاق المغاربة، ورواق الشُّوُّام، ورَوَاق الأتراك، وغيرهم.
-ومنها: المكتبة، وكثير من المكتبات الشهيرة اليوم، والحافلة بالمخطوطات الثمينة في مختلف العلوم الإسلامية، هي من مَكتبات المساجد، مثل المكتبة السليمانية في مدينة استانبول، وهي من ملاحق جامع السليمانية، ومكتبة السلطان أحمد، و(نور عثمانية)، ومكتبة الجامع الأزهر في القاهرة وغيرها.
-ومنها: الساحات الرياضية، التي تُغْرِي الشباب بالصلاة في المسجد، ثم يَخرُج منه إلى ممارسة هوايته الرياضية في كرة السلة أو الطائرة، أو لُعبة من العاب القوى أو غيرها.
والكنائس تُتَاح لها هذه الفرصة في عصرنا، ويُمارَس فيها ألوانٌ متعددة من الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية والاجتماعية، ولا يُتَاح للمسلمين في دار الإسلام بعض هذه الأنشطة، واأسفاه.
-ومنها: قاعات للاجتماعات المختلفة، لتنظيم بعض الأنشطة، التي ذكرناها والإشراف عليها.
-ومنها: قاعات المناسبات، وهذه موجودة في القاهرة وغيرها، تابعة لبعض المساجد الكبيرة، إلى غير ذلك مما يَتَجَدَّد باستمرار، ولا يَجْمُد على حال، والمطلوب أن تُواكِب المساجد تَطوُّر المجتمع، ولا تَتخَلَّف عنه، بل تُواجهه وتُوجِّهه إلى الحق والخير، كما ينبغي أبدًا أن تكون. والله يقول الحق، وهو يهدي السبيل.انتهى.
هل يجوز التمثيل وغيره في المسجد
يقول فضيلة الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -:
إذا كانت التمثيلية حلالاً مباحة فيها مصلحة ودعوة إلى الإسلام حقيقية فإنه لا بأس بعرضها في المسجد ، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أقر الحبشة على أن يلعبوا بحرابهم في مسجده تأليفاً لقلوبهم على الإسلام، فإذا كانت مصلحة هذه أكثر من مضرتها فإن المصلحة تتبع ، وإذا أمكن أن يجعلوا لهم صالة أخرى فهو أولى وأحسن.