كلمة مولى لا يقتصر إطلاقها على الله تعالى، وإطلاقها على غيره ليس شركًا، فقد أطلقت في القرآن على الناصر، والنار، والوثن، كما أطلقت على جبريل وصالح المؤمنين، وكذلك جاءت بمعنى السيد، فإطلاق هذا اللفظ لا حرج فيه، والحكم يدور على النية.

يقول الدكتور محمد البهي الأستاذ بجامعة الأزهر (رحمه الله ):

كلمة: “مولى” وردت في القرآن الكريم بمعنى “ناصر” وهي كما تطلَق على الله في مثل قوله تعالى: (واعتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكَمْ فَنِعْمَ المَوْلَى ونِعْمَ النَّصِيرُ) (الحج 78)… تُطلَق على غيره أيضًا:
فتطلَق على النار في قوله تعالى: (فَالْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ ولاَ مِنَ الذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاَكُمْ وبِئْسَ المَصِيرُ) (الحديد 15).
وتطلَق أيضًا على الوثَن وما يُعبد من غير الله كما جاء في قوله ـ تعالى: (يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ). (الحج 12 ـ 13).

وتطلَق على جبريل وصالح المؤمنين المخلِصين حسبما يقول ـ سبحانه: (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ) (التحريم 4).

وتطلَق على السيد بالنسبة لعبده: (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ) (النحل : 76).

فكلمة مولى إذن ـ كما رأينا ـ ليست صفة من صفات الله ـ جَلَّ جَلاله ـ يقصد إطلاقها عليه وحده ولذا لو أُطْلِقت على غيره سبحانه لا يُعَدُّ هنا شركًا.