من الأمور اليقينية أن الله تعالى هو المتفرد بالخلق الذي هو الإيجاد من العدم يقول تعالى : {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} فالخلق بمعنى الإيجاد من العدم من الأمور التي تفرد بها الله تعالى .
وقد يأتي الخلق بمعنى تحويل من صورة إلى صورة أخرى ، وهذا لفظ يجوز إطلاقه على الله تعالى وغيره قال تعالى :{ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } وقال أيضاً حاكيا عن نبيه إلياس وحواره مع قومه : { أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ} فليس في هذا محذور شرعي ، وإن كان الأولى التنزه عن مثل هذه التسمية .
يقول الشيخ محمد صالح المنجد:
لا شك أن الله تعالى هو المنفرد بالخلق ، قال الله تعالى : (هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) فاطر/3 . ولكن ورد إضافة الخلق إلى غير الله تعالى ، كما في قوله سبحانه : ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) المؤمنون/14 . وفي الصحيحين عن النبي ﷺ أن المصورين يقال لهم يوم القيامة: ( أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ ) .
فإضافة الخلق إلى الله تعالى معناها الإيجاد من العدم ، وهذا هو الذي لا يقدر عليه أحد إلا الله تعالى .
وأما إضافة الخلق إلى البشر فمعناها تحويل الشيء من صورة إلى صورة .
فإذا أطلق على غير الله أنه يخلق باعتبار أنه يحول الشيء من صورة إلى أخرى فهذا صحيح ، وأما إذا أطلق على غير الله أنه يخلق بمعنى أنه يوجد الشيء من العدم فهذا غير جائز أهـ
يقول الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله تعالى- في كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد:
وأما قول بعض الناس : إن فلاناً له عقل خلَّاق . فإنهم يقصدون بذلك حسن تفكيره ، وقدرته على الابتكار ، والإتيان بالأفكار الجديدة . وليس في هذا محذور شرعي .
وإن كان الأولى التنزه عن مثل هذه الألفاظ التي قد يفهم منها معنى باطل .