الإسلام يطلب ممن يريد الزواج أن يبحث عن من يريد أن يرتبط بها لتصبح شريكة حياته، وجرت عادة الناس أن يميل كل واحد أو يميل بعضهم إلى من تملك الجمال، وبعضهم يميل إلى من تملك المال، وبعضهم يميل إلى ذات الحسب والنسب، وبعضهم يميل إلى ذات الدين.

ونحن مع من يختار ذات الدين، لأن هذا هو الذي حث عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه المشهور: “تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك”.

فمن تقدم لفتاة لا تصلي فالواجب أن ينصحها بأن تصلي فإن استجابت وكانت مستعدة لأداء الصلوات الخمس، وبدأت في تطبيقها، فهذا يجيز الأرتباط بها، أما إذا وجد منها انصرافًا مستمرًا عن أداء الصلوات، فيجب أن يبحث عن غيرها ممن تؤدي الصلوات، لأن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام الواردة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة… إلى آخر الحديث”، وقال صلى الله عليه وسلم: “بين الرجل والكفر ترك الصلاة.

فعلى الرجل أن ينظر بعين الاعتبار إلى التزام الفتاة التي يريد الارتباط بها بأداء الصلاة، وغيرها من العبادات، وإلى التزامها بما أمر الله تعالى به وما نهى عنه، حتى يكون قد فاز بالزوجة الصالحة، وقد قال الله تعالى: “وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله”.

فالبيت الذي فيه يحافظ الزوجين على صلاتهما تكون فيه البركة من الله تعالى ويكون البيت سعيدا فقد قال سبحانه وتعالى: ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) وقال تعالى: ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ ).