يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي:
يستحب للمريض – وبخاصة من حضرته أسباب الموت ومعاناته – أن يكون حسن الظن بالله تعالى، على معنى أن يُغَلِّب جانب الرجاء في رحمة الله على جانب الخوف من عذابه، وأن يتذكر عظيم كرمه، وجميل عفوه، وواسع رحمته، وسابغ فضله، وقديم إحسانه وبره، ويستحضر ما وعد به أهل التوحيد، وما يدخره لهم من الرحمة يوم القيامة، وقد روى جابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : ” لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى . (مسلم في الجنة وصفة نعيمها 2877).

ويؤيد ذلك الحديث القدسي المتفق على صحته، حيث يقول تعالى : ” أنا عند ظن عبدي بي . (البخاري في التوحيد ومسلم في الذكر 2675).
وقال ابن عباس : إذا رأيتم الرجل بالموت – يعنى حضور مقدماته – فبشروه ليلقى ربه وهو حسن الظن به، وإذا كان حيًا – يعنى صحيحًا – فخوفوه بربه عز وجل.

وقال معتمر بن سليمان: قال أبى عند موته : يا معتمر، حدثني بالرخص، لعلى ألقى الله وأنا حسن الظن به. (شرح السنة للبغوى 5/275).

قال الإمام النووي : (ويستحب للحاضر عند المحتضر أن يُطمِّعه في رحمة الله تعالى ويحثه على تحسين ظنه بربه سبحانه وتعالى، وأن يذكر له الآيات والأحاديث في الرجاء، وينشطه لذلك .

ودلائل ما ذكرته كثيرة في الأحاديث الصحيحة، وقد ذكرت منها جملة في كتاب الجنائز من كتاب (الأذكار) . وفعله ابن عباس لعمر بن الخطاب رضى الله عنهم عند احتضاره، ولعائشة أيضًا، وفعله ابن عمرو بن العاص بأبيه . وكله في الصحيح). (المجموع للنووي 5/108، 109).