روى البخاري عن عن أبي هريرة:
أن رسول الله ﷺ قال:(الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله).
(المطعون) الذي يموت بسبب وباء عام. (المبطون) من مات بسبب مرض أصابه في بطنه. (صاحب الهدم) الذي يموت تحت الهدم.
المبطون قال أهل العلم في تفسيره : أنه من مات بداء في بطنه كإسهال واستسقاء.
قال الحافظ ابن حجر في شرحه على صحيح البخاري :
المراد بالمبطون من اشتكى بطنه لإفراط الإسهال، وأسباب ذلك متعددة.
قال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم :
أما المبطون فهو صاحب داء البطن. وهو الإسهال، وانتفاخ البطن، وقيل:هو الذي تشتكي بطنه، وقيل: هو الذي يموت بداء بطنه مطلقاً، وأما الغرق فهو الذي يموت غريقاً في الماء، وصاحب الهدم من يموت تحته .
وفي تفسير شهادة هؤلاء الناس، وهل ترتقي لشهادة من قاتل في سبيل الله حتى قتل قال العلماء:
وإنما كانت هذه الموتات شهادة بتفضل الله تعالى بسبب شدتها وكثرة ألمها، وقد جاء في حديث آخر في الصحيح: (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد) وفي حديث آخر صحيح: (من قتل دون سيفه فهو شهيد) .
والمراد بشهادة هؤلاء كلهم غير المقتول في سبيل الله أنهم يكون لهم في الاَخرة ثواب الشهداء، وأما في الدنيا فيغسلون ويصلى عليهم.
والشهداء ثلاثة أقسام: شهيد في الدنيا والاَخرة، وهو المقتول في حرب الكفار، وشهيد في الاَخرة دون أحكام الدنيا وهم هؤلاء المذكورون هنا، وشهيد في الدنيا دون الاَخرة وهو من غل في الغنيمة أو قتل مدبراً.
وعلى هذا فمن مات بسبب داء في بطنه يعد شهيدا؛ لما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي ﷺ أنه قال : ” الشهداء خمسة : المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله ” رواه مالك في الموطأ والبخاري ومسلم والترمذي
والظاهر أن من جنسه من مات بسرطان الكبد و البنكرياس يعد شهيداً؛ لأنها من أدواء البطن التي تميت.