لا يوجد ما يمنع من ذبح الحيوان المريض، في غير الأضحية والعقيقة والهدي، حيث لا يجوز في الأضحية أن تكون الأضحية مريضة بينا مرضها، وهي التي يظهر عليها آثار المرض؛ لأن أعراض المرض لا تجزئ في الأضحية.
أمَّا أكل المذبوح فتحكمه قاعدة الضرر، فإن كان لحم هذا المذبوح المريض لا يسبب ضررا لمن يأكله فلا بأس من أكله، أما إن كان يسبب ضررا فيحرم أكله، لأن الشريعة قد أتت بدفع الضرر..
وقد أكدت منظمات الصحة أنَّ مرض الحمى القلاعية الذي يصيب المواشي لا يمكن أن ينتقل إلى الإنسان عن طريق أكل اللحوم.
يقول الدكتور أحمد كمال ناجي مدير إدارة الصحة الوقائية القطرية في تصريح “للجزيرة نت”:
إن الحمى القلاعية فيروس يصيب الأغنام والماعز والأبقار والطيور الصحراوية, وهو فيروس ضعيف ينتقل إلى الإنسان إذا لامس جلد الحيوان المصاب ، ويؤدي إلى ظهور تقرحات وطفح جلدي في اليدين والوجه واللسان ، ويتم علاج الشخص المصاب بأدوية عادية ضد الحكة والآلام والسخونة، مؤكدا أن أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان بالانتقال من الحيوانات هي جنون البقر حيث ينتقل المرض حتى بعد عمليات الطهي الكامل للحوم المصابة.
وذكر الدكتور ناجي أن عدوى الحمى القلاعية لا تنتقل إلى الإنسان بواسطة تناول اللحم المطبوخ من ماشية مصابة بالمرض. أهـ
فالحيوانات المصابة بالحمى القلاعية، لا تعدي الإنسان من خلال لحمها، وعلى هذا فلا خوف من تناول هذه اللحوم إلا إذا ثبت ضرر (ما) من أكلها.
أما إذا تسببت هذه الذبائح في ضرر لمن يأكلها فإنه يحرم، فالعبرة كلها بحصول الأضرار، وعلى الشخص أن لا يضر نفسه. ولا يضر غيره لقوله ﷺ: “لا ضرر ولا ضرار” . [رواه أحمد، وصححه الألباني].
وهذا الضرر يشمل أي نوعٍ من أنواعه ـ فإذا ثبت أن أمراً (ما) يترتب على تناوله ضرر على الشخص، وهذا الحكم يكون راجعًا من خلال حكم الأطباء الموثوقين فإنه لا يجوز له أن يتناول هذا الشيء حتى ولو كان هذا المأكول حلالا؛ لأنه مطالب شرعاً بالمحافظة على نفسه.