حكم أكل ذبيحة أهل الكتاب :

نصَّ الفقهاء على أن ذَبيحة أهل الكتاب حلالٌ لنا سواء كان الذابح رجلًا أو امرأةً، وأنه يجوز الزواج من أهل الكتاب يَهوديةً كانت أو نصرانيةً، ويكون الزواج بها كالزواج بالمسلمة في كيفيته ، ولها ما للزوجة المسلمة من حقوقٍ وعليها ما عليها مِن واجبات .

يقول الأستاذ الدكتور / نصر فريد واصل :
من يعيش في بلد غير إسلاميٍّ، فإنه بالنسبة لأكْلِ اللحوم المذبوحة على غير الشريعة الإسلامية قال تعالى في كتابه الكريم: (وطعامُ الذينَ أُوتُوا الكِتابَ حِلٌّ لكمْ وطعامُكمْ حِلٌّ لهمْ) (المائدة: 5) .
والمقصود بطعام أهل الكتاب ذبائحهم. ونصَّ الفقهاء على أن ذبيحة أهل الكتاب حلالٌ لنا، وكلُّ ما أمكَنه الذبْحُ من أهل الكتاب حلَّ أكْلُ ذَبيحته رجلًا كان أو امرأة بالغًا كان أو صبيًّا، ولا يُعلم في هذا خِلاف .

حكم الزواج من أهل الكتاب :

أما عن كيفية الزواج من أهل هذه البلاد، فإنه يجوز إذا كانت المرأة كِتابيةً؛ يهوديةً أو نصرانيةً، فإنه يجوز الزواج من نساء أهل الكتاب بأركان الزواج الشرعية؛ وهي الإيجاب والقبول والصداق والشهود، ويكون لها ما للزوجة المسلمة من حُقوق وعليها كل ما عليها من واجبات .

ولكن لجواز التزوج بالكتابيات ضوابط وشروط ، ذكرها فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي فقال :
يجوز الزواج من الكتابية بشروط :

أولها: أن يستوثق من كتابيتها فقد تكون مسيحية اسمًا؛ ولكنها ملحدة حقيقة أو بهائية أو نحو ذلك .
الشرط الثاني: أن تكون محصنة أي عفيفة لا تبيع جسدها لمن يريد، أو على الأقل تكون تائبة مما وقعت فيه من أخطاء .
الشرط الثالث: ألا تكون من قوم معادين للمسلمين كاليهودية في عصرنا .
الشرط الرابع: ألا يكون في ذلك مضرة على الزوج أو على أولاده منها أو على بنات المسلمين كأن تكون الجالية الإسلامية محدودة العدد فإذا تزوج غير مسلمة كسدت سوق مسلمة مقابلها .
بهذه الشروط الأربعة يجوز التزوج من الكتابيات. (انتهى)

ومع أن زواج المسلم من المرأة الكتابية.. مُباح وحلال؛ فإن هذا الزواج مكروه، لأن اختلاف الدِّينِ يؤدي في كثير من الأحيان إلى الخلاف والجدال والشقاق، وقد تؤثر الزوجة الكتابية في زوجها بجمالها أو احتيالها، فيترك دينه، ويدخل في دينها مرتدًّا والعياذ بالله، أو يهادن أهل دينها، وفي ذلك من الضرر ما فيه، وكذلك قد تؤثر الزوجة غير المسلمة في أولادها، فَيَميلون إلى دينها، وذلك شرٌّ مستطير.