حرم الله تعالى أكل لحم الخنزير ، وكل شيء فيه سواء كان شحمه أم غير ذلك ، وبالنسبة للمضطر فيأخذ حكم القاعدة العامة : من يخاف على نفسه الهلاك ، ولم يجد غير الخنزير فيأكل منه بقدر الضرورة فقط .

أدلة تحريم لحم الخنزير؟

يقول فضيلة الدكتور أحمد الشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهر رحمه الله :
لقد جاء القرآن الكريم ـ وهو أساس الإسلام بتحريم لحم الخنزير صراحة في ثلاث آيات كريمة:
-فقال الله تعالى في سورة البقرة: (إنَّما حَرَّم عليكم الميتةَ والدمَ ولحمَ الخِنزيرِ وما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ، فمَنِ اضطرَّ غَير باغٍ ولا عادٍ فلا إثْمَ عَليه إِنَّ اللهَ غَفور رَحيمٌ) (الآية:173).

-وقال سبحانه في سورة الأنعام: ( قُلْ لا أجِدُ فيما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طاعِمٍ يَطعَمُه إلا أنْ يكونَ ميتةً أو دمًا مسفوحًا أو لحم خِنزير فإنّه رجسٌ أو فِسقًا أُهِلَّ لغير اللهِ به فمَن اضطرَّ غَيرَ باغٍ ولا عادٍ فإنَّ ربّك غَفورٌ رحيمٌ) (الآية:145).

-وقال ـ جلّ شأنه ـ في سورة النحل: (إنَّما حَرَّمَ عليكمُ الميتةَ والدَّمَ ولحمَ الخنزيرِ وما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ فَمَنِ اضطرَّ غَيْرَ باغٍ ولاَ عادٍ فإنَّ اللهَ غَفورٌ رَحيمٌ) (الآية: 115).

هل يجوز للمضطر تناول لحم الخنزير؟

المراد بتحريم أكل الخنزير هو تحريمه بجميع أجزائه كما قرر الفقهاء ومنها الشحم، وإنما ذكرت الآيات اللحم؛ لأنه أهم ما ينتفع به من الحيوان المذبوح، وبقية الأجزاء تابعة للحم.

ولا يُباح الأكل من لحم الخنزير إلا للمضطرّ بقدر الضرورة دون زيادة أو بغي أو اعتداء، مثل ألاَّ يجِدَ الإنسان ما يدفع به الهلاك عن نفسه، فيباح له الأكل بمقدار ما يحفظه من الهلاك أو التلف، دون أن يتوسّع في الأكل أكثر من هذا لاستطابة أو تلذذ، وهذا هو المفهوم من قول الله ـ عز وجل ـ فيما سبق: ( فمَنِ اضطرَّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه إن الله غفورٌ رَحيمٌ).