غير المسلم إما كتابي فهذا يصح أكل ذبيحته ، بشرط أن يذكر اسم الله تعالى عند ذبحها ، فإن ذكر غير اسم الله ، فلا يجوز أكلها ، وفي حالة عدم علم المسلم ذكر الكتابي لله فليسم الله وليأكل ، وإما غير كتابي ، مثل المجوس والشيوعيين فلا يحل أكل ذبائحهم ولا زواج نسائهم .

يقول فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهر رحمه الله :

تَحِلُّ ذبيحة غير المسلم إذا كان هذا الشخص كتابيًا، أي من أهل دين له كتاب سماوي وذلك كالمسيحية أو اليهودية، بشرط أن يكون المذبوح مما يحلُّ أكله في شريعتنا والدليل على ذلك أن الله ـ تعالى ـ يقول في القرآن الكريم: ( وطعامُ الَّذِينَ أُتُوا الكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ ).(المائدة: 5 ) والمراد بالطعام هنا هو الذبائح، كما جاء في رأي ابن عباس وجمهور المفسرين، وذلك مع علم الله ـ تبارك وتعالى ـ أنهم قد يذكرون عند الذابح أسماء غير اسم الله سبحانه .

واشترط فريق من الفقهاء أن يَذكر الكتابي عند الذبح اسم الله على الذبيحة وهو يذبحها وإلا حرمت فإذا لم يعلم المسلم هل ذكر الكتابي اسم الله أو غيره حلَّت الذبيحة أيضًا .

وقد جاء في صحيح البخاري عن الزهري أنه قال: ” لا بأْسَ بذبيحة نصارى العرب؛ وإنْ سمعتَه يُسمي غير الله فلا تأكل، أو إنْ لم تسمعه فقد أحله الله وعلِم كفرهم “.

وأما ذبيحة غير الكتابي، كالمجوس الذين يَعبدون النار، فلا تجوز للمسلم؛ لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول عن المجوس: سُنُّوا بهم سُنة أهل الكتاب، غير ناكِحي نسائهم، ولا آكلي ذبائحهم . فيدلُّ ذلك على أن ذبائح أهل الكتاب حلال. ولكن ذبائح المجوس وأشباههم حرام .