رَوَى البخاريُّ في صحيحه أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم قال: (فَاطِمةُ بِضْعَةٌ مِنِّي فَمَنْ أغْضَبَها فَقَدْ أْغْضَبَني)، والأحاديث في فضلها كثيرة مشهورة.
-والسيدة فاطمة الزهراء رابع بنات سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم من السيدة خديجة رضي الله عنها، و لدت يوم الجمعة الموافق للعشرين من جمادى الآخرة ، و قريش تبني الكعبة،و ذلك قبل البعثة بخمس سنوات .
-كانت السيدة فاطمة رضي الله عنها شديدة الشبه بأبيها سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم، إذ كانت بيضاء البشرة مشربة بحمرة و لها شعر أسود.
و عن أم المؤمنين أم سلمى رضي الله عنها أنها قالت:( كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم أشبه الناس وجهاً برسول الله صلى الله عليه و سلم ) (فتح الباري 97:7 ).
و عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت : ( ما رأيت أحداً من خلق الله أشبه حديثاً و كلاماً برسول الله صلى الله عليه و سلم من فاطمة) (صحيح ابن حبان 403:15 حديث رقم 6953).
-وكانت تسمية السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بإلهام من الله تعالى ، ومع هذا كان لاسمها معنى تحقق فيها ، مع العلم بأن لها عدة أسماء وألقاب :
-فسميت فاطمة لأن الله فطمها عن النار! .و اشتقاقها من (الفطم) و هو القطع كما قال ابن دريد و منه: فطم الصبي:إذ قطع عنه اللبن. ويقال:لأفطمنك عن كذا أي لأمنعنك عنه.
-ولعل أشهر الأسماء التي سميت بها هي ” فاطمة الزهراء “، و لكن كان لها تسعة أسماء…و لم يكن إسم فاطمة غريباً عند العرب،فقد كانت زوج أبي طالب و أم علي كرّم الله وجهه تسمى فاطمة،و فاطمة بنت عتبة، وقد أهدى الى رسول الله صلى الله عليه و سلم حلة استبرق قال اجعلوها خُمُراًـ جمع خمارـ بين الفواطم ،فشقت أربعة خمر ، خماراً لفاطمة الزهراء رضي الله عنها، و خماراً لفاطمة بنت أسد أم علي كرّم الله وجهه،و خماراً لفاطمة بنت حمزة عم رسول الله صلى الله عليه و سلم و هي أمامة، و خماراً لفاطمة بنت عتبة.
-وسميت السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها: الصديقة، والمباركة،و الطاهرة، و الزكية،و الراضية و المرضية و المحدثة، و الزهراء.
-و كان يطلق عليها أم النبي صلى الله عليه و سلم أو أم أبيها و قد أضاف عليها بعض كتّاب السيرة أنها لُقبت بالبتول… : وهي آيات على ما اتسمت به رضي الله عنها من الصدق و البركة و الطهارة و الرضا و الطمأنينة.
عن جعفر بن محمد بن علي رضي الله عنه- عن أبيه- قال: ( سألت أبا عبد الله عليه السلام عن فاطمة:لم سميت الزهراء؟فقال:لأنها كانت إذا قامت في محرابها يزهر نورها لأهل السماء،كما يزهر نور الكوكب لأهل الأرض ).
والبتول: لأن الله تعالى قطعها عن النساء حسناً و فضلاً و شرفاً،أو لانقطاعها إلى الله…
و لقبت بالبتول تشبيهاً بمريم في المنزلة عند الله .
-و سميت بأم أبيها لأن النبي صلى الله عليه و سلم ولد يتيماً ، و لم يجد أباه، ثم ماتت أمه و هو طفل صغير، و كان الرسول صلى الله عليه و سلم يعامل فاطمة رضي الله عنها معاملة الأم، و يخصها بالزيارة عند كل عودة منه إلى المدينة و قد توفيت آمنة بنت وهب و عاش في بيت أبي طالب تحنو عليه فاطمة بنت أسد و تعلق قلبه بها آنذاك بها، ولقد كان يناديها يا أماه، و عندما توفيت حزن عليها حزناً شديداً و رزقه الله فاطمة،و كلما رآها ذكر فاطمة بنت أسد، وتسلى بابنته عنها، و لهذا كناها أم أبيها…ولأنها كانت أصغر بنات الرسول صلى الله عليه و سلم و كانت في البيت وحدها بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها فتولت رعاية الرسول صلى الله عليه و سلم و السهر عليه.
و الألقاب من الأعلام عند النحويين، فيقولون الأعلام ثلاثة أنواع:إسم،و لقب و كنية و كلما كان الإنسان من ذوي المنزلة و المكانة تعددت أسماؤه. ( نقلا عن : مجلة عربيات ، عن موسوعة أمهات المؤمنين د.عبد الصبور شاهين و د.إصلاح عبد السلام الرفاعي ).