يجب أهل العلم والدعوة إلى الله عز وجل تحري الأسلوب الحسن والرفق في الدعوة ؛ وفي مسائل الخلاف عند المناظرة والمذاكرة في ذلك ؛ وأن لا تحمله الغيرة والحدة على أن يقول ما لا ينبغي أن يقول مما يسبب الفرقة والاختلاف والتباغض والتباعد.
بل على الداعي إلى الله والمعلم والمرشد أن يتحرى الأساليب النافعة والرفق في كلمته حتى تقبل كلمته وحتى لا تتباعد القلوب عنه.
-كما قال الله عز وجل لنبيه ﷺ : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ).
-وكما قال الله سبحانه وتعالى لموسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون : ( فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ).
– وقال الله تعالى: ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ).
– وقال الله تعالى : ( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ) الآية .
-وقال رسول الله ﷺ : ” إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه”.
-وقال ﷺ : “من يحرم الرفق يحرم الخير كله”.
فعلى الداعي إلى الله والمعلم أن يتحرى الأساليب المفيدة النافعة وأن يحذر الشدة والعنف؛ لأن ذلك قد يفضي إلى رد الحق وإلى شدة الخلاف والفرقة بين الإخوان ، والمقصود هو بيان الحق والحرص على قبوله والاستفادة من الدعوة ، وليس المقصود إظهار علمك أو إظهار أنك تدعو إلى الله أو أنك تغار لدين الله ، فالله يعلم السر وأخفى ، وإنما المقصود أن تبلغ دعوة الله وأن ينتفع الناس بكلمتك .
فعليك بأسباب قبولها وعليك الحذر من أسباب ردها وعدم قبولها .