إذا كان المسافر ذاهبًا في السياحة إلى بلد به مراكز إسلامية أو مساجد، فمن السهل التعرف على جهة القبلة وعلى مواقيت الصلاة، أما إذا كان في بلد لا يوجد ذلك فرضًا، وتساوى الليل والنهار أو تقارب فإنه يصلي الفجر عند أول ظهور ضوء للنهار، ويصلي المغرب عند غروب الشمس، ويصلي الظهر بعد أن تكون الشمس في منتصف السماء بثلث ساعة، والعصر قبل غروب الشمس بنحو ساعة ونصف، ويصلي العشاء بعد مغيب الشفق الأحمر الموجود بجهة الغروب.

وأما الاتجاه إلى القبلة فإذا لم يجد من يسأله في هذا البلد، فإن عليه أن يجتهد ويتحرى بقدر الإمكان جهة القبلة ليعرف أين تقع المملكة العربية السعودية بالنسبة للمكان الذي هو موجود فيه، وهذا أصبح سهلاً الآن في العالم كله، فإذا لم يجد من يسأله يجتهد في تحري جهة القبلة ويصلي، وإن اكتشف بعد ذلك أنه كان مخطئًا فلا إعادة عليه، وعليه أن يستأنف الصلاة نحو الاتجاه الصحيح لقوله تعالى: “فاتقوا الله ما استطعتم”، وهذا من يسر الشريعة الإسلامية ورفعها الحرج عن المكلفين بها.

ويمكن أن يقصر المسلم الصلاة الرباعية أثناء السفر، طالما كان على نية السفر، حتى وإن كان سفره للسياحة، والصلاة الرباعية التي تقصر هي: الظهر والعصر والعشاء، وتصلى كل منها ركعتين ركعتين، ويبدأ في القصر منذ خروجه من حيز البلد الذي يقيم فيه، حتى يعود إلى نفس المكان، وأما صلاة الجمعة فلا بد أن تكون في جماعة، وفي المسجد، وهي لا تجب على المسافر، فقد صح في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن الجمعة لا تجب على المرأة والمريض والعبد والمسافر، وهذا من باب التخفيف والتيسير؛ لأن المسافر مشغول بأمر نفسه لبعده عن موطن إقامته ولتشتت فكره وتغير عوائده مهما كان السفر مريحًا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “السفر قطعة من العذاب”، والسفر عام يشمل كل سفر قديمًا وحديثًا مهما اختلفت وسائله أو تعددت طرقه، وبناء عليه فإذا صلى المسافر الظهر فإنه يجوز له أن يصليها قصرًا، بل هذا واجب عند كثير من العلماء لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما أتم صلاة في سفر قط..