وقت العشاء يمتد من غروب الشفق الأحمر حتى دخول الفجر الصادق، ولكن لا ينبغي تأخير الصلاة إلى آخر وقتها إلا بعذر شرعي، فجمهور الفقهاء على أن الوقت الاختياري ينتهي عند منتصف الليل، وفي الحديث (أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها).
يقول فضيلة الدكتور محمود عبد الله العكازي:
يقول الله تعالى: {إنَّ الصلاةَ كانت على المؤمنينَ كتابًا موقوتا}
وحددت السنة النبوية المطهرة مواقيت الصلاة تحديدًا دقيقًا بالنسبة لأول الوقت وآخره. فقد روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن النبي –ﷺ- جاءه جبريل –عليه وسلم- فقال له: (قُمْ فصلِّه فصلى الظهر حين زالت الشمس، ثم جاءه العصر فقال: قم فصله، فصلى العصر حين صار ظل كل شيء مثله، ثم جاءه المغرب فقال: قم فصله فصلى المغرب حين وجلت الشمس [أي غربت] ثم جاءه العشاء فقال: قم فصله فصلى العشاء حين غاب الشفق، ثم جاءه الفجر فقال: قم فصله فصلى الفجر حين برق الفجر وسطع). فهذا الحديث الشريف حدد وقت كل صلاة من الصلوات الخمس المفروضة من حيث البداية والنهاية.
وبالنسبة لوقت العشاء: فإن وقتها يبدأ من مغيب الشفق الأحمر إلى طلوع الفجر الصادق لحديث: “فإذا غاب الشفق وجبت الصلاة”. وقد روى مسلم في صحيحه الحديث الذي رواه أبو قتادة –رضي الله عنه- “ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من لم يصلِّ الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى”. فهذا الحديث يدل على امتداد وقت كل صلاة إلى دخول وقت الصلاة الأخرى ما عدا صلاة الفجر، فإنها مخصوصة من هذا العموم، وخارجة عنه بالإجماع، ويستحب تأخير صلاة العشاء إلى ما قبل ثلث الليل الأول في غير وقت الغيم، فيندب تعجيله فيه لقوله –ﷺ- : “لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يؤخروا العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه.
والله أعلم
وللمزيد يمكن مطالعة هذه الفتوى:
وقت صلاة العشاء