جاء في كتاب ” منجد المقرئين ” لابن الجزري ” ص 14 ” قال الإمام محيى الدين النووي : إذا ابتدأ ـ يعني القارئ ـ بقراءة أحد القراء فينبغي ألا يزال على القراءة بها، ما دام الكلام مرتبطًا، فإذا انقضى ارتباطه فله أن يقرأ بقراءة أخرى من السبعة، والأولى دوامه على الأولى في هذا المجلس. وقال أبو عمرو بن الصلاح في آخر جوابه عن السؤال الذي ورد من العجم: وإذا شرع القارئ بقراءة ينبغي ألا يزال يقرأ بها، ما بقي للكلام تعلُّق بما ابتدأ به، وما خالف هذا ففيه جائز وممتنع.
يُؤخذ من هذا أن جمع القراءات في مجلس واحد مكروه في الكلام المرتبط بعضه ببعض، فإذا لم يكن ارتباط جازت قراءة آية تامّة المعنى بقراءة، وقراءة غيرها بقراءة أخرى، ولا يَستحسن العلماء جمع أكثر من قراءة في كلمة واحدة يردِّدها بحسب القراءة الواردة فيها، وأكثر ما يحمل على ذلك إظهار القارئ براعتَه طلبًا لاستحسان السامعين لما يريد أن يحققه من وراء ذلك، وبخاصة إذا كان حسن الصوت، أو يريد أن يغطي على عدم حلاوة صوته بمعرفته لكل القراءات، والأعمال بالنيات.