الصلاة في أيّ ثوب ساتر للعورة صلاة صحيحة وإن كان طويلا ، وعدم الخشوع في الصلاة هو الذي يُخلّ بثواب الصلاة ويمنع قبولها ، وإسبال الثوب أو عدم إسباله مرتبط بعادات الشعوب، والمهمّ شرعًا هو الابتعاد بالملبس عن الشهرة والخُيَلَاء.
يقول الأستاذ الدكتور محمد المسير :
القاعدة الشرعية في المأكل والملبس ما قاله ابن عباس رضي الله عنهما: كُلْ ما شئتَ والبَسْ ما شئتَ ما أخطَأتْكَ اثنتان، سَرَف أو مَخِيلة.
ومسألة إسبال الثوب أو عدم إسباله مرتبطة بالرجال فقط ولا تتعلق بالنساء، فإن المرأة مطالَبة شرعًا بستر جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين بالصورة الطبيعية من غير افتعال في لفت النظر إليها.
والأحاديث في موضوع الإسبال منها المطلق كقوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ في صحيح البخاريّ: “ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار”. هذا الحديث وأمثاله مطلَق فيُحمل على المقيَّد في مثل قوله ـ ﷺ ـ في صحيح البخاريّ: “من جَرَّ ثوبه خُيَلَاءَ لم ينظر الله إليه يوم القيامة. وقوله ﷺ: “لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جَرَّ إزاره بَطَرًا. وقوله ﷺ: “بينما رجل يمشي في حُلّة تُعجبه نفسُه مرجِّل جُمَّتَه أي مسرِّح شعره المسترسل إذ خسَف الله به، فهو يَتجلجَل إلى يوم القيامة”.
فالصلاة في أيّ ثوب ساتر للعورة صلاة صحيحة، وخشوع الصلاة مطلب شرعيّ، وأيّ تقصير في الخشوع فهو يُخلّ بثواب الصلاة ويمنع قبولها. وهناك فرق بين صحة الصلاة وقبولها، فقد تكون الصلاة صحيحة من حيث الأركان والشروط ولا ثواب فيها لصاحبها لإخلاله بالخشوع.