دعوى أن الحجاب رمز ديني دعوى مرفوضة، فالحجاب ذو وظيفة وهي الستر والحشمة، ولا يخطر ببال من تلبسه من المسلمات أنها تعلن عن نفسها وعن دينها ولكنها تطيع أمر ربها.
ودعوى الحفاظ على علمانية المجتمع لا تقوم على أساس منطقي سليم؛ لأن العلمانية في المجتمع الليبرالي معناها أن تقف الدولة موقف الحياد من الدين، فلا تقبله ولا ترفضه، ولا تؤيده ولا تعاديه وتدع حرية التدين أو عدمها للأفراد .
يقول الأستاذ الدكتور علي جمعة:
إن حجاب المرأة المسلمة فرض على كل من بلغت سن التكليف وهي السن التي ترى فيه الأنثى الحيض، وهذا الحكم ثابت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة فرضية الحجاب أجمع عليها المسلمون سلفا وخلفا، وهو من المعلوم من الدين بالضرورة، وأنه لا يعد من قبيل العلامات التي تميز المسلمين عن غيرهم فحسب بل هو من قبيل الفرض اللازم الذي هو جزء من الدين، يقول تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا” (الأحزاب: 59)، وقوله تعالى أيضا: “وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ” (النور:31)، كما روي عن رسول الله ﷺ أنه قال: “يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لا يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا”، وأشار إلى وجهه وكفيه.
ويقول فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي:
دعوى الحفاظ على علمانية المجتمع لا تقوم على أساس منطقي سليم؛ لأن العلمانية في المجتمع الليبرالي معناها أن تقف الدولة موقف الحياد من الدين، فلا تقبله ولا ترفضه، ولا تؤيده ولا تعاديه. وتدع حرية التدين أو عدمها للأفراد، بخلاف العلمانية الماركسية، فهي التي تعادي التدين، وتعتبر الدين -كل الدين – أفيون الشعوب، وهي تنفي الإله عن الكون، والروح عن الإنسان .
ودعوى أن الحجاب رمز ديني دعوى مرفوضة؛ فالحجاب ليس رمزا بحال. لأن الرمز ما ليس له وظيفة إلا التعبير عن الانتماء الديني لصاحبه، مثل الصليب على صدر المسيحي أو المسيحية، والقلنسوة الصغيرة على رأس اليهودي؛ فلا وظيفة لهما إلا الإعلان عن الهوية .
وهذا بخلاف الحجاب فإن له وظيفة معروفة، هي الستر والحشمة، ولا يخطر ببال من تلبسه من المسلمات أنها تعلن عن نفسها وعن دينها ولكنها تطيع أمر ربها .
ومنع المسلمات من الحجاب يعارض مبدأ الحرية كما يعارض أيضا مبدأ المساواة الذي أقرته الشرائع السماوية والمواثيق الدولية.
والحضارة الحقة هي التي تتسم بالتسامح، ويتسع صدرها للتنوع الديني والثقافي، وتسمح بالتعددية العرقية والدينية والفكرية. ولا تحاول أن تجعل كل الناس نسخا مكررة .
ينبغي أن نربي الناس على أن يسع بعضهم بعضا، ويقبل بعضهم بعضا، وإن تخالفوا دينيا كما علمنا القرآن حين قال: ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) .