البناء فوق المسجد:
يقول الدكتور عبد الرحمن العدوي ، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر:
إن المساجد لله وهي بيوته التي أمر بعمارتها وإقامتها للعبادة والطاعة والذكر وقراءة القرآن، وهي تضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض ، فمن أقامها، وسعى في عمارتها، فهو من المؤمنين، قال تعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ ( التوبة 18 .
وقال تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ . رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ . لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ). النور 36 – 38 .
ولقد رغب رسول الله في بناء المساجد في قوله “من بنى لله مسجدًا بنى الله له بيتًا في الجنة”.
حكم من نذر بناء مسجد في الدور الأول من عمارته:
ولا يضر بناء مسكن فوق المسجد في الدور الثاني، ولا كراهة في ذلك، لوجود الحاجة إلى السكن؛ ولأن بناء المسجد خير من إلغائه؛ ولأن النذر قد انعقد، ولا يجوز الرجوع فيه إلا لضرورة، والله تعالى يقول: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) وهذا هو المستطاع، وما دامت النية صادقة ومتجهة إلى بناء الدور الأرضي ليكون مسجدًا فلا مانع من ذلك، ولا غضاضة، ولا كراهة فيه.