مقاهي الإنترنت من حيث المبدأ لا شيء فيها، فهي وسيلة للاطلاع على ما ينفع الناس من خلال شبكة المعلومات (الإنترنت)، لكن بعض الناس من الممكن أن يسيء استخدامها، وعليه فلا بأس بفتح هذا المشروع، وعلى صاحب هذا المشروع أن يكون يقظا ومنتبها فلا يسمح لأحد من الزبائن أن يشاهد أو يسمع شيئا محرما من الأغاني، ومن الاطلاع على العورات أو الأمور الجنسية، ولا يجوز التغافل عن ذلك بدعوى الرزق، فإن المؤمن ممنوع أن يعين أخاه على الإثم.
ومن الممكن أن يعلق صاحب المشروع لافتة مثلا ينبه فيها الناس إلى عدم استخدام المواقع الإباحية أو المواقع التي تظهر الأغاني التي تظهر فيها العورات أو ما شابه ذلك من الأمور المحرمة، ويكون ذلك بمثابة العقد بين صاحب المقهى وبين المستخدمين، ومادام حريصا ويقظا في متابعته فالإثم على المخالف وحده إذا أتى شيئا مخالفا دون علم من صاحب المقهى.
لكن من عرف منه ذلك يمكن أن يتم طرده، وفي السوق الآن برامج تمكن من متابعة المستخدمين في المواقع التي يطلعون عليه فليبحث عنها صاحب المشروع. نقصد البرامج التي تحجب المواقع ألإباحية والماجنة، ولا نقصد التجسس في ذاته فهذا منهي عنه شرعا.
والذي جعلنا نتجه إلى هذا المنحى هو أن شبكة الإنترنت يستفيد منها قطاعات عريضة من الناس، فمن خلال المحادثة يتم التواصل بين الأهل والأقارب والأزواج والأصدقاء، وأصحاب الأهداف المشتركة وغير ذلك، أما إذا كان لا يقبل على الشبكة إلا الشباب التافه الذي يبحث عن الرذيلة أو كان أكثرهم كذلك فحينئذ يتجه القول بتحريم فتح هذا المقهى.
هذا عن إتاحة المحادثة، وأما غير المحادثة من عرض الأفلام وبيعها، فالقاعدة الفقهية أن كل ما عدا الوجه والكفين عورة لا يجوز رؤيته ولا الإعانة على رؤيته ولا إتاحته ولا بيعه. والغناء الذي يتكلم عن العورات ويصفها لا يجوز بالإجماع.