على الرغم من أن نعيم بن حماد من شيوخ العلم ومن أئمة أهل السنة منهم إلا أنه كثير الوهم ، وقد ذكر هذا الدارقطني ، والذهبي ، وابن حجر ، بل قال مسلمة بن القاسم : له أحاديث منكرة في الملاحم ، تفرَّد بها.
وأحاديثه في كتاب الفتن أحاديث مأخوذة من كتب الإسرائيليات لا سند له معتبرا، ولهذا جرحه العلماء في هذا الكتاب، وحذروا منه .
يقول الدكتور الشريف حاتم العوني عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى:
نعيم بن حماد عالماً صادقاً، لكن كتابه هذا أكثره باطل أو من الإسرائيليات وعذر نعيم بن حماد في ذكره لها: أنه كان يذكرها بأسانيدها، ليُحيل قارئ كتابه (من أهل العلم) إلى تلك الأسانيد، ليميز صحيحها من ضعيفها، لقد حذر العلماء من الاغترار بأحاديث الملاحم وأشراط الساعة؛ لأن أكثرها لا يصح كما قال الإمام أحمد “ثلاثة كتب ليس لها أصول .. وذكر منها: “الملاحم”. وكتاب “الفتن” لنعيم بن حماد أوضح مثالٍ لهذا الذي ذكره الإمام أحمد.أهـ
ويقول الشيخ عبد الخالق الشريف ـ من علماء مصر:
نعيم بن حماد جرح بسبب كتابه هذا، وكل ما ورد فيه باطل، علاوة على أننا وضعنا قواعد لفهم أحاديث الغيبيات والفتن، نلخصها في الآتي:
-أن أمر الغيبيات لا تعرف حقيقته إلا بعد وقوعه، ومحاولة تفسير أحاديث الغيبيات على أحداث قبل وقوعها، خوض في الغيب بغير علم، وهذا منهي عنه شرعًا.
-أمر آخر، أن وظيفة المسلم من أحاديث الغيبيات ليس الاستسلام لها، وإنما القيام بالواجب نحو الدين عندها، لقد دلنا النبي ﷺ في أدنى من ذلك، فقال: ” إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها “، مع أن الفسيلة أمر دنيوي بحت، فعندما تأتي أحاديث تبين فتنًا ستحدث، وصراعا سيتم، فالتفسير الذي يذهب به القوم هو في محل الظن، والتشريعات الربانية التي فرضها الله علينا من التمسك بالحق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرها من مسائل الشريعة، هذه واجبات إسلامية لا يتوقف عنها المسلم لمجرد فهم حديث من أحاديث الغيبيات بواسطة الظن، وإنما يجب علينا أن نقيم فرائض الله.
وكذلك الصحائف التي نشرها رجل من قبل في كتاب باسم “موقعة هرمجدون“، هذه الموقعة بهذا الاسم لا تعرف إلا في العهد القديم عند اليهود، وهذا كله لحرف عقيدة المسلم وجعله ينتظر موقعة ما ستحدث في يوم ما.