معنى النية إرادة الصيام، فكل من علم أن غدا من شهر رمضان، وهو يريد الصيام فهذا قد نوى وإن لم يتلفظ، وإن لم يستحضر شيئا بقلبه، فالنية ليست شيئا زائدا على إرادة الصيام .
يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي:-
النية محلها القلب، لأنها عقد القلب على الفعل.والتلفظ باللسان ليس مطلوبًا، ولم يأت في نصوص الشرع ما يدل علي طلب التلفظ بها، لا في الصوم، ولا في الصلاة، ولا في الزكاة، إلا ما جاء في شأن الحج والعمرة .
والإنسان في شؤونه الدنيوية لا يتلفظ بما ينويه، فيقول: نويت السفر إلى بلد كذا، أو نويت أن آكل كذا وكذا…. إلخ فكذلك أمور الدين .
ولهذا لا تُعد النية مشكلة بالنسبة للمسلم الملتزم بالصيام فهو بطبيعته ناوٍ له، مصمم عليه، ولو كلفته ألا ينويه ما استطاع .
ومن دلائل نيته قيامه للسحور، وتهيئته له وإن لم يقم، وإعداده ما يلزم لفطور الغد، وترتيبه أعماله ومواعيده على وفق ظروف الصيام .
فلا داعي للإكثار من الكلام عن النية فهي حاضرة وقائمة لدى كل مسلم معتاد على الصوم .
إنما الذي يحتاج إليها هو من كان له عذر يبيح له الفطر، كالمريض والمسافر فيصوم حينًا، ويفطر حينًا، فإذا صام يحتاج إلى تجديد النية، ليتميز يوم صومه عن يوم فطره.انتهى .
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية:-
النية محلها القلب باتفاق العلماء; فإن نوى بقلبه ولم يتكلم بلسانه أجزأته النية باتفاقهم ، والنية تتبع العلم فمن علم ما يريد فعله فلا بد أن ينويه ضرورة كمن قدم بين يديه طعاما ليأكله فإذا علم أنه يريد الأكل فلا بد أن ينويه وكذلك الركوب وغيره ; بل لو كلف العباد أن يعملوا عملا بغير نية كلفوا ما لا يطيقون ; فإن كل أحد إذا أراد أن يعمل عملا مشروعا أو غير مشروع فعلمه سابق إلى قلبه وذلك هو النية .
وإذا علم الإنسان أنه يريد الطهارة والصلاة والصوم فلا بد أنه نواه إذا علمه ضرورة وإنما يتصور عدم النية إذا لم يعلم ما يريد مثل من نسي الجنابة واغتسل للنظافة أو للتبرد أو من يريد أن يعلم غيره الوضوء ولم يرد أنه يتوضأ لنفسه أو من لا يعلم أن غدا من رمضان فيصبح غير ناو للصوم . وأما المسلم الذي يعلم أن غدا من رمضان وهو يريد صوم رمضان فهذا لا بد أن ينويه ضرورة ولا يحتاج أن يتكلم به . انتهى .
وسئل شيخ الإسلام ما يقول سيدنا في صائم رمضان هل يفتقر كل يوم إلى نية ؟ أم لا ؟ فأجاب :
كل من علم أن غدا من رمضان وهو يريد صومه فقد نوى صومه سواء تلفظ بالنية أو لم يتلفظ . وهذا فعل عامة المسلمين كلهم ينوي الصيام .