الكلام في تفسير هذه الظلمات كثير، وأحسن ما قيل فيها أنها ظُلْمَة البَطْنِ وظُلْمة الرَّحِم وظُلْمة المَشِيمَة. هو المنقول عن ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة والضحاك. وقيل: ظلمة صُلْب الرَّجُل وظلمة بطن المرأة وظلمة الرحم، وهذا مذهب أبي عبيدة، يقول القرطبي: أي لا تَمنَعه الظلمة كما تمنع المخلوقين، أي أن الله سبحانه يَخلُق الإنسان في بطن أمه طَوْرًا بعد طَوْر، من نُطفة إلى عَلَقة إلى مُضْغة إلى عِظام إلى لَحْم، وقيل في معنى “خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ” خلقًا في بطون أمهاتكم من بعد خلْقكم في ظهور آبائكم ، ثم خلْقًا بعد الوضع، كما ذَكَرَه الماوردي.